- صاحب المنشور: جواد الدين الزوبيري
ملخص النقاش:في عصرنا الحالي الذي يتميز بتطور متسارع للتكنولوجيا، أصبح هناك نقاش مستمر حول كيفية الاستفادة المثلى منها في العملية التعليمية. بينما توفر الأدوات الرقمية فرصًا جديدة ومبتكرة لتقديم المعلومات وتسهيل الوصول إلى المعرفة، فإنها قد تؤثر أيضًا على الجوانب الحيوية للتعليم مثل التواصل الاجتماعي والتفاعل الشخصي والحضور الذهني. يسعى هذا المقال لاستكشاف العلاقة بين هذه الفوائد والأخطار المحتملة مع التركيز على تحقيق توازن فعال يسمح بفوائد التكنولوجيا دون المساس بجودة التعلم التقليدي.
من ناحية، يمكن للتکنولوجیا أن تعزز تجربة الطلاب عبر توفير موارد تعلیمیة متنوعة وبرامج تعزيزیة تتوافق مع مختلف الأنماط التعلیمیة. كما أنها تشجع الإبداع والاستقلالية عبر تمكين الطلاب من البحث والإنتاج بأشكال مختلفة. بالإضافة إلى ذلك، تسهم وسائل الإعلام الرقمية في توسيع نطاق الخبرة العالمية، مما يمكّن الطلاب من الوصول إلى معلومات وثقافات لم تكن ممكنة سابقا. مثالاً على ذلك، المنصات الإلكترونية المتاحة الآن والتي تقدم دورات مجانية عالية الجودة من جامعات عالمية رائدة.
أثناء ذلك...
رغم فوائدها الواضحة، إلا أنه لا ينبغي تجاهل التأثيرات الجانبية المحتملة للإفراط في الاعتماد على التقنية. أحد المخاوف الرئيسية هو الانخفاض المتوقع في المهارات الاجتماعية الناجمة عن قلة التفاعلات وجهًا لوجه. فعندما يقضي الطلاب وقت أكبر أمام الشاشات، فقد يفوتون فرصة تطوير القدرة على العمل ضمن فرق أو فهم مؤشرات غير لغوية مهمة مثل تعبيرات الوجه ولغة الجسد أثناء المناقشات والنقاشات العلمية وغيرها من الأنشطة الضرورية اجتماعيًا.
وبالإضافة لذلك، هناك خطر مرتبط بالازدراء العام نحو التفكير العميق عندما يتعلق الأمر بقراءة مواد طويلة أو حل مشكلات معقدة بطريقة تقليدية. حيث يمكن للمحتوى القصير والموجز المقروء عبر الإنترنت أن يعوِّد القُراء على الاهتمام بمضمون أقل عمقًا وأكثر بساطة مقارنة بالنصوص المطولة التي غالبًا ما تكون حاضرة داخل الكتب الدراسية التقليدية.
إيجاد الطريق الأمثل:
لتجنب الوقوع ضحية لهذه السلبيات واستغلال مزايا كلتا الوسيلتين، يجب وضع استراتيجيات قائمة على التكامل وليس الصدام. ويمكن القيام بهذا من خلال دمج استخدام التكنولوجيا كأداة دعم وتعزيز للمواد الدراسية الموجودة حاليًا -لا كمصدر رئيسي لها-. وهذا يشمل تكامل البرامج التعليمية الرقمية داخل النظام التعليمي الرسمي لتحسين طرق التدريس وأنواع التدريب المقدمة.
وفي نهاية المطاف، يكمن الهدف الأساسي لأي نظام تعليمي في صقل مهارات القرن الحادي والعشرين لدى طلاب اليوم؛ وهي مجموعة واسعة تضم العلوم الرقمية والمعارف العامة والفكر النقدي والمهارات الشخصية اللازمة لإعداد جيل قادر على مواجهة تحديات المستقبل بكل ثقة وكفاءة.