• صاحب المنشور: نديم بن عبد المالك
  
  ملخص النقاش:
  تثير التطورات السريعة والتكنولوجيات الجديدة مخاوف متزايدة بشأن الأمن القومي. مع عصر المعلومات الذي نعيشه اليوم، أصبح الوصول إلى البيانات الحساسة أكثر سهولة من أي وقت مضى. هذا الوضع يفتح الباب أمام تهديدات محتملة للأمن الوطني والمعلومات الاستراتيجية للدول. إن تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وحوسبة الكم قد غيرت قواعد اللعبة وكشفت نوافذ جديدة للمخاطر المحتملة.

فهم المخاطر:

تزود هذه التقنيات الجدد شركات القطاع الخاص بالحلول والأدوات التي يمكن استخدامها لأغراض تجارية أو شخصية، ولكن أيضًا لعمليات التجسس واستخراج المعلومات الحساسة. فمثلاً، أدوات الرصد والمراقبة المحمولة عبر الأقمار الصناعية تتيح تتبع وتحليل حركة الأفراد والجماعات بكفاءة عالية وموثوق بها للغاية. وبالمثل، فإن بيانات الإنترنت الضخم والمعاملات المالية الإلكترونية توفر كم هائلًا من المعلومات الشخصية والقيمة والتي يمكن استهدافها بمختلف أنواع الهجمات الإلكترونية.

التدخل الأجنبي وقضايا الخصوصية:

لا تكمن الخطر الوحيد فيما يتعلق بالأمان من مصدر محلي فقط؛ فقد توسعت نطاقات تأثير الدول الأخرى لتصل إلى مجالات التأثير النفسي والثقافي والسياسي. وتستخدم بعض الحكومات الدعاية الكاذبة والإعلام المضلل للتأثير على الجمهور العام وتعزيز مصالح سياسية خاصة بها. بالإضافة إلى ذلك، تعد حماية الخصوصية قضية أخرى مستمرة حيث يجري جمع وتجزئة معلومات المستخدم بسرعة كبيرة مما يعرض خصوصيتهم للخطر ويؤثر بدوره على قدرتهم على التصرف بحرية بدون مراقبة دائمة.

الاستجابة والحلول المقترحة:

لتجاوز تلك العقبات المستقبلية وضمان أمن بلداننا، يلزم اتخاذ إجراءات متكاملة تشمل تعزيز البنية التحتية للحماية السيبرانية ودعم مراكز البحث العلمي المتخصصة في مجال الدفاع ضد هجمات الفضاء السيبراني والاستعداد لها. كما يجب تطوير قوانين تنظيمية تحدد حدود المعايير اللازمة لحماية حقوق المواطنين وتمكينهم حقاً من السيطرة على بياناتهم الخاصة ومنع انتهاكات الخصوصية غير المشروعة. وأخيراً وليس آخراً، ينبغي زيادة نشر الوعي حول الثغرات الأمنية الموجودة حالياً والسلوك الآمن عند التعامل مع المنتجات الرقمية المختلفة حتى يتمكن الجميع من المساهمة بإيجابية نحو تحقيق بيئة رقمية آمنة ومتوازنة لمستقبل أفضل لنا جميعًا.