- صاحب المنشور: عبدو القبائلي
ملخص النقاش:
يشكل القلق النفسي ظاهرة متزايدة بين فئة الشباب، مما يعيق حياتهم اليومية ويؤثر على صحتهم العقلية. هذا المقال يناقش جذور هذه المشكلة وتداعياتها، بالإضافة إلى الاستراتيجيات الفعالة للتخفيف منها.
في السنوات الأخيرة، شهدنا زيادة ملحوظة في معدلات الإصابة بالقلق بين مختلف شرائح المجتمع، لكن الوضع أكثر حدة بالنسبة للشباب - الذين يبلغون عمرياً بين 18 و29 سنة حسب تقارير منظمة الصحة العالمية. تظهر الدراسات أن واحداً من كل شخصين من هؤلاء الشباب قد عانى من أعراض قلق شديد خلال عام واحد فقط.
هناك عدة عوامل تساهم في ارتفاع حالات القلق النفسي لدى الشباب، ومن أهمها الضغوط الأكاديمية والمهنية المتزايدة؛ التغيرات الاجتماعية والتكنولوجية السريعة؛ عدم اليقين بشأن المستقبل الوظيفي والمالي؛ والقضايا الشخصية مثل العلاقات الصعبة وأزمات الهوية الذاتية. فضلاً عن ذلك، فإن وسائل التواصل الاجتماعي التي تعد جزءاً أساسياً من حياة الكثير منهم يمكن أن تشجع أيضا على الشعور بالنقص مقارنة بأقرانهم أو الأشخاص الذين يتفاعلون معهم عبر الإنترنت.
لتخفيف وطأة القلق النفسي على شبابنا العزيز، هناك بعض الحلول المهمة والتي تتطلب جهودا جماعية ومتكاملة. دعونا نستعرض مجموعة منها فيما يلي:
أولا، تعزيز البرامج التعليمية والدعم النفسي داخل المؤسسات التعليمية لمواجهة تحديات الحياة الجامعية وضغط الامتحانات المبكر. وهذا يشمل تقديم خدمات استشارية مقدمة بواسطة محترفين مؤهلين وموارد للمساعدة الذاتيّة كالدورات التدريبية القصيرة حول إدارة الضغط والأسلوب الحيوي النافع للتعامل معه. كما أنه ضروري رفع الوعى العام حول موضوع الصحة النفسية وإزالة وصمات مجتمعية متجذرة ضد طلب المساعده المحترف عند الحاجة لها .
ثانيا، دعم بيئة اجتماعية داعمة تغرس قيم الثقة بالنفس والإيجابيّة وتعزز مهارات حل المشاكل الأساسية باستخدام طرق بناءة وغير عنيفة لحل النزاعات اليوميه بكل أشكالها سواء كانت تلك النزاعات متعلقه بالعلاقات العمليه برفقاء العمل مثلا أم بالمحيط الاسرى والعائلي وما الى ذلك .. وهذا يستتبع تحويل نموذج التعاطف التقليدي نحو المزيد من الشمول والشموليّـة ليتجاوز حدود الأفراد المقربون ليضم أيضا مستويات الجماهير الواسع والمعتصمين لقيم الإنسانيه المشتركه .
وأخيراً وليس آخراً ، تلعب أيضاً دور كبير دور الوقاية قبل العلاج وهو امر هام للغاية ولايمكن تجاهله اطلاقا وذلك بإعداد خطط شاملة مبكرة تعمل علي تطوير وقدارت وقدرات اجيال قادمة لتكون اقوة وصلابه امام هكذا ضروف عصيبة ومرهقة نفسيا وجسدياً حيث يقوم برنامج منهجي شامل بتكوين شخصية مستقره نفسيًا قادرعلى مواجهه جميع أنواع العقبات والصعوبات بطريقة منطقي وهادئ لاتتأثر بالحماس الزائد والسلبية المفرطة وبالتالي تحقيق نوع جديد من التنمية البشرية الحديثة تمتاز بالقوَــة الداخلية والثابتة وعدم التأثير السلبي الخارجي عليها وعلى اعتبار ان هذي السياسه ستعمل كذلك دافعا قويا لجذب اهتمام أكبر بكثير لدراسة جدوى اساليب وقائية اخرى ممكن اتباعها واستخداماتها ضمن نظام تربوي معرفتي حديث وحديث المنظور والكفاءة العملية ايضا !! {\pos(190,200)}!
ختاما، يعد فهم وعلاج القلق النفسي لدى الشباب قضية ذات أولوية كبيرة تستحق تركيز مواردنا وجهودنا لما فيه صالح حاضر ومستقبل وطننا الغالى وشبابه المنتظرنآ دوما الفرصة المناسبة لإبراز طاقاته الخلاقة المتنوعة والمتعددة الجوانب وانواع تخصصها المختلفة بالفعل !!!