الحزام الناري، المعروف أيضاً باسم الهربس العصبي، هو حالة طبية تتسبب فيها عدوى فيروسية تصيب عادةً منطقة واحدة فقط من الجسم. هذه الحالة يمكن أن تكون مؤلمة ومزعجة للغاية. نهدف من خلال هذا المقال إلى تقديم فهم أكثر شمولاً لما هو مرض الحزام الناري، وكيفية التعرف عليه، وطرق العلاج المتاحة والأبحاث الحديثة حول فعالية علاجه.
يعود سبب الحزام الناري إلى نفس الفيروس المسؤول عن جدري الماء -فيروس فاريشيلا زوستر-. بعد الإصابة بجدري الماء وتماثله للشفاء، يبقى الفيروس خاملاً في بعض الخلايا العصبية وفي الغدد العصبية spinal ganglia حتى يعود نشاطه لاحقاً. عندما تنشط مرة أخرى، قد يؤدي ذلك إلى ظهور الطفح الجلدي والحكة والقروح المؤلمة التي تشكل علامات مميزة للحزام الناري.
عادة ما يظهر المرض كخطوط طويلة ومتواصلة من القشور الحمراء والبقع غير المحترقة التي غالباً ما تحيط بالجانب الأيمن أو الأيسر من جسم المصاب. بالإضافة إلى الألم الشديد، يمكن أن يشعر الأشخاص الذين لديهم حساسية مفرطة بالألم بحالة مستمرة تدعى "آلام بعد الحزام الناري" والتي تستمر حتى بعد اختفاء الطفح الجلدي.
العلاج الأكثر شيوعاً للحزام الناري يتضمن مضادات الفيروسات الفموية مثل أسيكلوفير وأكينتيوفير وآسي كلوفير، والتي تعمل بشكل فعال خاصة عند بدء استخدامها مبكرًا للمساعدة في تقليل مدة وشدة العدوى. كما يستخدم مسكنات الألم والكورتيكوستيرويدات لتخفيف الانزعاج الناجم عن البشرة الملتهبة والالتهاب.
بالنسبة لأولئك الذين تعرضوا بالفعل لعدوى حزام ناري سابقاً، فإن اللقاح المضاد لهذه الحالة متوفر ويمكن أن يساعد في منع انتشار الفيروس واستمرار آلام ما بعد الحزام الناري. يُوصى بتطعيم الأفراد فوق سن الأربعين لمنع احتمالات الإصابة بالحالة المستقبلية.
على الرغم من تطورات الرعاية الصحية الأخيرة، لا يوجد علاج نهائي لحزام النار حتى الآن ولكنه قابل للعلاج باستخدام مجموعة متنوعة من الأدوية والممارسات الوقائية مما يعني أنه بإمكان الكثير من الناس تجنب الآثار طويلة المدى لهذه الحالة مع مواصلة حياتهم اليومية بنفس القدر من الراحة والصحة العامة.
