في الحديث الشريف الذي رواه مسلم عن أنس رضي الله عنه، يقول النبي محمد ﷺ: "لا تقوم الساعة حتى لا يُقال في الأرض: الله، الله". هذا الحديث يشير إلى أنه لن يأتي زمان تكون فيه الوحدة والاعتراف بالله منتشرين بشكل كامل مثل ما هو الآن.
هذا لا يعني أن الحياة ستستمر كما هي للأبد؛ فالله عز وجل قد قدر الموت لكل البشر. ومع ذلك، هناك توقيت محدد محدد للموت، والذي يحدث عندما يتم النفخ في الصور وفقاً لقوله تعالى: "وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ" [الزمر:68]. هذه اللحظة تشكل نقطة تحول حيث يقوم الجميع باستثناء أولئك الذين اختارهم الله ليخلدوا حياتهم مؤقتاً خلال فترة الضيق والفزع.
وعندما تأتي ساعة القيامة بالفعل، تنطبق عليّا حالة خاصة حيث تصبح تلك التي تصنف بأنها "الأشرار"، وهي عبارة استخدمها الرسول لتوضيح الأشخاص الأكثر فسادا وانتشار الرذائل بين المجتمعات الإنسانية، هم الناجين الوحيدين من الانفجار الهائل للعالم الفيزيائي نتيجة النفخة الثانية في الصور والتي تجلب بعث الأحياء مرة أخرى للحياة الروحية. وبالتالي يمكن فهم عبارة 'أحياء' في سياق عدم وجود أي أشخاص صالحين صالحين (أو مشغولين بتعاليم الدين الحق والصلاح الأخلاقي) بين صفوف الخليقة المتبقية في نهاية العالم الحالي وفي بداية عالم جديد تمامًا تحت حكم الله الواحد القدير.
والجدير بالإشارة هنا أيضًا إلى بيان الشيخ السعدي والشيخ ابن عثيمين حول ماهية عملية النفستين المرتبطتان بالنفس في الصقر وكيف تؤديان إلى حالة طبيعية من الاستعداد والإعداد للشروع في الرحلة نحو حياة البرزخ والحكم النهائي أمام رب العالمين.