إذا وعدت صديقك بهدية مالية ولكنه لم يتم قبض تلك الأموال، فهذا لا يعني أنك مدين له بها بشكل إلزامي وفقاً للشريعة الإسلامية. ينقسم الفقهاء حول مدى التزام الشخص برضاؤه عند وعد بالهبة.
الأكثر شيوعاً بين المذاهب الفقهية الأربعة هو أن الوعد بالهبة ليس ملزماً. وبالتالي، إذا عدلت عن وعدك بدون عذر مشروع، فلن تكون مرتكباً ذنبًا خطيئةً، ولكن سيكون لديك مسؤولية أخلاقية كبيرة تجاه الصداقة والثقة المتبادلة التي تربطكما. قد يفوتك فضيلة وفاء الوعد وستكون عرضة للانتقاد الاجتماعي، خصوصاً حين تخلف بذلك أمام شخص قد وضع ثقته بك بناءً على وعدك.
ومع ذلك، هناك وجهة نظر تقول إنه عندما يؤثر الوعد بالفعل على تصرفات الطرف الآخر بطريقة وملزمة (مثل شراء منزل معتمداً على دعم مالي متوقع أو عقد قرانه استناداً إلى وعد بالتبرع بمهر زفافه)، هنا يمكن اعتبار الإيفاء بهذا الوعد حقاً واجباً.
ومن منظور عام، يعد الامتناع عن الكذب والوفاء بالأمانات والتأكيد على دور الثقة والأخلاق الحميدة أموراً مهمة جداً في الإسلام وتعتبر جزءاً أساسياً من شخصية المسلم المسلم الناجحة. لذلك، رغم أن القانون الديني لا يفرض عليك ضرورة إعادة الأموال التي تعهدتها سابقاً، إلا أنه يُشجَّع بشدة على تحقيق ما قيل منه لتعزيز الشعور العام بالقيمة الشخصية والنبل الروحي داخل المجتمع.