- صاحب المنشور: حبيبة العلوي
ملخص النقاش:
تطرح قضية حقوق المرأة في مجتمعاتها المحلية تحديات متعددة ومتشابكة تتعلق بالعادات والتقاليد من جهة، والمعايير القانونية الدولية من جهة أخرى. يُعتبر هذا الموضوع حيوياً ومحوراً رئيسياً للنقاش العالمي حول المساواة والعدالة الاجتماعية. قد تختلف آليات تطبيق هذه الحقوق بناءً على السياقات الثقافية والدينية للمجتمعات المختلفة. بينما يشدد القانون الإسلامي على أهمية احترام كرامة وصون حق نساء المسلمين، فإن العديد من الدول الإسلامية تعاني من عدم التطبيق الفعلي لهذه المعايير نتيجة للعادات والتقاليد التي تقيد الحرية والاستقلالية الشخصية للمرأة.
في حين تشدد الاتفاقيات والمعاهدات الدولية مثل اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو)، على إلزام الحكومات بتوفير بيئة تكفل حرية الوصول إلى التعليم والعمل وتلعب دوراً بارزاً في الحياة السياسية والمشاركة المجتمعية، إلا أنها تواجه معارضة شديدة خاصة من قبل بعض البلدان ذات الأغلبية الإسلامية بسبب الخلاف بشأن مدى امتثالها للقيم الدينية والثقافية.
وتكمن إحدى أكبر العقبات أمام تحقيق المساواة الحقيقية فيما يتعلق بحقوق المرأة ضمن نطاق الدين والثقافة، وهو الاحتفال المتأصل بأهمية الطاعة العمياء للأبوين أو المسؤولين الذكور داخل الأسرة والحفاظ على 'الشرف' الجماعي. وقد أدى ذلك إلى فرض قيود صارمة على تحركات النساء واستقلال قرارهن الشخصي مقارنة بزملائهن الذكور. بالإضافة لذلك، تعدّ مشكلة الزواج المبكر واحدة من أكثر المواضيع حساسية حيث تضحي الفتيات الصغيرات بشبابهن وأهدافهن المستقبلية بعدم قدرتهن على اختيار شركائهن بمفردهن وبناء حياة مستقلة قائمة بدعم الذات.
وعلى الرغم مما سبق ذكره، فقد شهدنا خلال السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة فيما يتعلق بمستوى الوعي العام وخروج الأصوات النسائية المطالبة بحرية الإرادة الشخصية والحصول على الفرص التعليمية والمهنية المتاحة لكل فرد بغض النظر عن جنسه. ومن المؤمل الآن أن تُحدث تلك التعبيرات التغيير المنشود نحو مستقبل أفضل يشهد اندماجا فعالا لتلك المفاهيم الغربية الحديثة المرتبطة بالمساواة بين الجنسين والتي تستند أيضا لمبادئ الرحمة والعدل كما جاء في القرآن والسنة الشريفة: "