- صاحب المنشور: أمينة الزموري
ملخص النقاش:مع تزايد اعتماد التكنولوجيا المتقدمة في قطاعات مختلفة حول العالم, أصبح للدّور الذي يلعبه الذكاء الإصطناعي سواء كان ذلك عبر التعلم الآلي أو الشبكات العصبية تأثير كبير ومؤثر. وفي مجال الصحة تحديدًا، يمكن لهذه التقنيات غير المسبوقة تقديم حلول مبتكرة لمجابهة تحديات صحية عديدة وتعزيز فعالية النظام الطبي ككل.
تتمثل إحدى أهم فوائد الاستفادة من ذكاء الأجهزة الاصطناعية ضمن القطاع الصحي في تحسين سرعة تشخيص الأمراض وتحديدها الدقيق. يستطيع نظام الذكاء الاصطناعي تحليل كميات هائلة من البيانات الطبية بشكل أسرع بكثير مقارنة بأي خبير بشري مما يسمح بتقديم التشخيص مبكرًا وبالتالي زيادة فرص الشفاء. كما يساهم أيضًا في الحدّ من الأخطاء البشريّة المحتملة بسبب تعب المهندس الطبى.
بالإضافة إلى ما سبق، فإن استخدام روبوتات المحادثات المدربة بالذكاء الاصطناعى بإمكانها مساعدة المرضى على تلقي المشورة الأولية المناسبة لتوجيههم نحو خطوات العلاج الصحيحة بالإضافة لقدرتها على بناء قاعدة معلومات واسعة تتعلق بحالات مرضية شائعة. هذا الأمر ليس له الفائدة الاقتصادية حيث تخفض تكاليف زيارة طبيب عام ولكنه أيضا يعزز جودة الخدمات المقدمة للمرضى الذين قد لا يتمكنوا من الوصول مباشرة لأخصائي متخصص.
في المقابل، يشكل الذكاء الاصطناعي بعض المخاوف والتهديدات التي تحتاج لحلول فورية ولابد منها؛ فهناك مخاطر محتملة متعلقة بسرية بيانات المستخدم وما إذا كانت هذه المعلومات ستكون آمنة ضد عمليات قرصنة ضارة وقد يؤدي الكشف عنها لحوادث كارثية خصوصا عند تحدثها لشهادات طبية شخصية حميمة.
كما أنه ينظر إليه البعض بأنّه سيُحدث تغييراً جذرياً داخل سوق العمل الخاص بطاقم التمريض وفريق عمل المستشفى عموما، بل ويعتقد البعض الآخر بأنه قد يحل محل تلك الوظائف مؤقتاً ولكن بغض النظرعن وجهتي نظرهما المختلفة، فإن التدريب والإعداد سوف يلعب دوراً محورياً للتكيف مع السوق الجديد والذي يتطلب مهارات جديدة ومتنوعة لتلبية احتياجات عصر جديد تماماً.
وعلى الرغم من كل العقبات الحيوية آنفة ذكرها والتي تواجه عملية تطبيق تقنية الذكاء اصطناعي بمجتمع طبينا العربي إلا انه بلا شك يعد حداثة ثورية تستحق التجربة والدعم الأكاديمي والعلمي لما فيه صالح مستقبل صحة أفراد مجتمعنا الغالي.