- صاحب المنشور: هديل الدرقاوي
ملخص النقاش:
في عصر الإنترنت وتعدد وسائل الإعلام، يواجه الدين تحديات هائلة ويتمتع أيضًا بتجارب فريدة. هذه البيئة المتغيرة تشكل فرصًا جديدة للتواصل الديني وتعزيز الفهم والتفاعل بين الشعوب المختلفة حول العالم. وعلى الجانب الآخر، قد يثير استخدام بعض التقنيات مخاوف بشأن الحفاظ على الأخلاق الإسلامية وضمان دقة المعلومات المقدمة للمجتمع المسلم.
التحدي الأول: التأثيرات الثقافية عبر الحدود
مع انتشار الشبكات الاجتماعية ومواقع الفيديو العالمية مثل اليوتيوب ويوتيوب إنستاغرام وغيرها الكثير؛ أصبح بوسع أي شخص الوصول إلى مجموعة واسعة ومتنوعة من المحتويات سواء كانت مفيدة أو ضارة. بالنسبة للأفراد ذوي الوعي الديني القوي فإن هذا التنوع يمكن استخدامه كوسيلة لتعزيز تعليمهم الروحي وفهمهم للعقائد الأخرى ولكن للمستخدمين الأقل معرفة هناك خطر التعرض لمحتوى غير مناسب وقد يؤثر ذلك بالسلب عليهم وعلى عائلتهم أيضاً. لذلك يجب الحرص عند اختيار المنصات الإلكترونية التي يتم تصفحها واستخدام أدوات الترشيح المناسبة حسب العمر والمستوى الثقافي لكل فرد ضمن الأسرة الواحدة. كما ينصح باستشارة علماء دين موثوق بهم قبل البدء باتباع نصائح غامضة مصدرها شبكة الانترنت والتي تفتقر إلى الضوابط الشرعية الصارمة.
الفرصة الثانية: نشر المعرفة والدعوة إلى الله
تتيح لنا وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة فرصة رائعة لنشر رسالة الإسلام الحقيقية وعرض جوانب مهمة منه كرحمة للناس جميعاً واحترام الحياة البشرية والحريات الشخصية داخل المجتمع المسلم وخارجه كذلك. بإمكاننا مشاركة مقاطع فيديو قصيرة توضح قيم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأخلاقه وصفاته الحميدة بالإضافة لإصدار كتب الكترونية مجانية تتناول المواضيع الشائكة بطريقة علمية مدروسة وذلك بهدف تحقيق فهم أفضل للإسلام لدى الجاليات الغربية وغير المسلمين عموماً. ومن خلال تلك الوسائل ستكون لدينا قدرة أكبر على فضح الأفكار المغلوطة المنتشرة عن الاسلام وانتقاد الإرهاب باسم الدين والذي يشوه صورتَنا أمام بقية العالم ويعزز حاليا رهاب الإسلام ("الإسلاموفوبيا").
ضرورة رقابة ذاتية ومراقبة خارجية
لتجنب سوء الاستخدام وإساءة تمثيل العقيدة الإسلامية ينبغي وضع معايير واضحة أخلاقياً وشخصياً عند التصرف داخل بحر المعلومات الهائل الموجود الآن تحت تصرف الجميع بلا حدود تقريباً! فعلى كل مسلم مسؤول مسؤوليتان أساسيتان هما مراقبة نفسه بنفسه حتى يتأكد بأنه يتبع طريق الحق والصواب دائما ثم بعد ذلك عليها مراعاة حقوق الآخرين أثناء حديثه وكتابته واتخاذ الحيطة اللازمة حيال أي محتوى مشبوه قد يعرضه لأذى جسدي أو معنوي له ولغيره أيضا. فالدين الإسلامي يدعو دوماً لحسن الخلق ورفعة همم المؤمنين وليس لتشويه سمعة الدين وزعزعة ثبات مجتمعاته المحلية والعالمية بسبب جهل البعض وعدم مبالاة آخرين بالأخطاء الموجودة لديهم والتي تؤذي محيطهم الخارجي الكبير.
وفي النهاية نسأل الله عز وجل أن يحفظ أبناء أمته وأن يصلح قلوبهم وان يجعل أعمالهم مقبولة عند رب العباد إنه سميع عليم يا رب العالمين