- صاحب المنشور: التازي بن عبد الله
ملخص النقاش:مع ظهور المصارف الرقمية أو البنوك الإسلامية الإلكترونية الحديثة، شهد قطاع الخدمات المالية تحولات عميقة وملموسة. هذه التحولات ليست مجرد تحديات أمام المؤسسات المالية التقليدية فحسب، بل هي فرص أيضا لتطوير وتحديث نماذج الأعمال الحالية. تأتي أهمية هذا التطور من قدرة المصارف الرقمية على تقديم خدمات مصرفية مبتكرة سريعة وآمنة ومتاحة بطريقة أكثر سهولة للعملاء مقارنة بالمؤسسات التقليدية التي قد تواجه مشكلات متعلقة بالإجراءات المعقدة والإجراءات الورقية المكلفة.
تتميز المصارف الرقمية بتوفيرها لخدمات مثل فتح حساب بنكي بدون زيارة الفروع، معالجة المدفوعات عبر الهاتف المحمول مباشرة، وإدارة الاستثمارات الشخصية بكل سهولة. كما أنها تركز بشدة على استخدام الذكاء الصناعي والبيانات الضخمة لتحسين تجربة العملاء وتخصيص المنتجات حسب الاحتياجات الفردية. بالإضافة إلى ذلك، فإن بعض المصارف الرقمية تعيد تعريف دور الوساطة التقليدية بين العميل والمستثمر، مما يجعل عمليات السوق أكثر شفافية.
ومن ناحية أخرى، تواجه المصارف التقليدية عدة تحديات بسبب المنافسة الجديدة هذه. يتعلق الأمر الأول بإعادة هندسة الهياكل التشغيلية لمواكبة التكنولوجيا المتغيرة والمتطلبات المتجددة للسوق. ثانيا، هناك حاجة ملحة لإعادة النظر في الرسوم وأنماط الدخل المعتمدة حالياً للتكيف مع الطلب الجديد للدفع الأقل مقابل الخدمات المقدمة. أخيرا وليس آخراً، ينبغي مراعاة الجانب الأخلاقي والشرعي عند تطبيق التكنولوجيات الجديدة، خاصة فيما يتعلق بالمنتجات المالية المبتكرة المقترنة بهذه المصارف الرقمية.