- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
تُعدّ الثورة الرقمية الحالية أحد أهم التحولات التي يشهدها العالم المعاصر؛ حيث أدخلت التقنيات الحديثة، ومن ضمنها الذكاء الاصطناعي (AI)، تغييرا جذريا في مختلف القطاعات الاقتصادية والصناعية. إن هذا الانتشار الواسع لهذه التكنولوجيا الجديدة له تداعيات كبيرة على المستقبل الوظيفي للإنسان ومجمل نظامه الاجتماعي والاقتصادي. وفيما يلي محاولة لفهم الآثار المحتملة للذكاء الاصطناعي على سوق العمل وتحليل تأثيره المتوقع عليه مستقبلا.
**الآثار الفورية للأتمتة**:
بدأنا نرى بالفعل كيف تؤثر الأتمتة المدعومة بالذكاء الاصطناعي على العديد من المجالات العملية. ففي الصناعة المصرفية والمالية مثلا، بات بإمكان البرامج الروبوتية القيام بمهام مثل التعامل مع الاستفسارات البسيطة، وإدارة المحافظ المالية الصغيرة، حتى تحويل الأموال إلى حسابات مختلفة. وبالمثل، فإن عمليات التصنيع والتجميع عالي الدقة الآن أكثر كفاءة وأقل عرضة للأخطاء البشرية بسبب استخدام روبوتات مدعومة بتقنيات التعلم العميق والرؤية الحاسوبية.
غير أنه وعلى الرغم مما تقدمه هذه التحول الرقمي الجديد من مزايا، إلا إنه يجلب معه مجموعة جديدة تمامًا من المخاطر المرتبطة بفقدان فرص العمل والإقصاء المجتمعي للمحتوى وغير التعليميين. إذ تشير الدراسات والاستشرافات المستقبلية بأن ملايين الوظائف قد تختفي خلال العقود القليلة المقبلة، خاصة تلك المرتبطة بأعمال الروتين اليومي والتي يمكن برمجتها وتدريب آلات عليها بشكل أفضل بكثير مقارنة بالإنسان.
**التأثير على المهارات الإنسانية**:
لن تقتصر تأثيرات الذكاء الاصطناعي فقط على إلغاء بعض أنواع الأعمال المكتبية والأعمال اليدوية؛ بل ستمتد أيضًا لتطرق جدار مهارات الإنسان نفسه. فتطور تكنولوجيات like GPT-3 يجعل مهام الكتابة الإبداعية وصنع القرار غير الخطي قابلة للتطبيق بواسطة الخوارزميات الأكثر تعقيدًا. ولكن بينما تقوم الآلات بذلك، ينبغي لنا كمجتمع بشري إعادة تعريف قيمة عملنا وكيف يفكر ويبتكر الإنسان بطريقته الفريدة المنفردة. سيحتاج البشر لتعزيز مهاراتهم الابداعية والمعرفية والمعنوية لإعداد أنفسهم لعصر جديد تتطلب فيه قوة العمل نوعا مختلفا تماما من القدرات.
**فرص خلق وظائف جديدة**:
على الجانب الآخر، يتيح لنا استخدام الذكاء الاصطناعي فرصة عظيمة لإنشاء مجالات أعمال متخصصة جديدة لم تكن موجودة سابقاً. فعلى سبيل المثال، سيكون هناك طلب كبير على متخصصين ماهرين في تطوير البرمجيات ذات الحكم الذاتي، مهندسين بيانات قادرين على إدارة وتحليل كم هائل من البيانات التي تولد يوميا باستخدام تقنية AI، بالإضافة لذلك مبرمجين ذوي خبرة عالية لصيانة الشبكات المتصلة بالسحاب والحفاظ عليها بعيدا عن الاختراقات الإلكترونية. كما سوف يعمل عدد أكبر من الناس ضمن قطاع الخدمات اللوجستية والنقل، وذلك لأن نظام توصيل الطرود والمنتجات عبر وسائل نقل آلية تعمل بنظام self-driving cars لن يعطي نتائج مختلفة عن النظام الحالي