هل يجب عليَّ الإنفاق على زوجتي المبتعدة بسبب جائحة كورونا؟

فيما يلي شرح تفصيلي للحكم الشرعي بشأن حقوق الإنفاق على الزوجة خلال فترة ابتعادها عن الزوج بسبب ظروف خارجة عن إرادتها مثل جائحة كوفيد-19: إذا تمت مراسم

فيما يلي شرح تفصيلي للحكم الشرعي بشأن حقوق الإنفاق على الزوجة خلال فترة ابتعادها عن الزوج بسبب ظروف خارجة عن إرادتها مثل جائحة كوفيد-19:

إذا تمت مراسم الزفاف وتبادلتم التزامات الحياة الزوجية بشكل صحيح، فإن الإسلام يحتم على الزوج توفير الاحتياجات الضرورية لزوجته بما في ذلك الطعام والشراب والكساء والمأوى. هذا أمر ثابت ومؤكد عبر الآيات القرآنية والأحاديث النبوية واستنتاج العلماء. يشرح الإمام ابن قدامة قائلاً إن "الحاجة إليها من غذاء وشراب وكساء مسكن". وعندما تتاح الفرصة للمرأة للتواصل مع شريك حياتها بناءً على البروتوكولات المناسبة، يستمر حقها في الإنفاق حتى وإن كان الزوج غائبًا. وفقاً للإمام ابن قدامة مرة أخرى، فإن عدم حضور الزوج لا يؤثر على مسؤوليته المالية تجاه زوجته طالما كانت هناك رغبة وقدرة لديه على تقديم الدعم اللازم. ويبدو أن وضعك يلبي هذين المعيارين حيث تقدمت بنفسك لعقد القران ودخلت وقت قصير بعدها إلى منزل زوجتك الذي أصبح ملكيتها الشخصية رسمياً. لذلك، يبقى الواجب الأخلاقي والإسلامي مستمرا بالنسبة لك وهو دعم زوجتك مالياً بغض النظر عن موقع تواجدها الحالي.

والآن وبعد استفحال انتشار الفيروس حول العالم مما حال دون توحدكما تحت سقف واحد بشكل دائم، تعتبر حالتك خاصة ذات دلالة قانونية فريدة وغير معتادة والتي تستند أيضاً للقواعد الفقهية الإسلامية القديمة المتعلقة بحالة الحرب والحصار وما شابهها. عموما، يرى الفقهاء أن الإنفاق ضروري لاستمرار الرابطة الزوجية وأن أي تعطيل مؤقت لن يؤثر فيه بطريقة تخفض مقدار المسؤولية القانونية المفروضة من جانب الشريعة على الرجل لمستقبل الأسرة. ومع كون زوجتك تقوم بدور التأمين ضد الافتقار للأمن الوظيفي والعائلي الخاص بها بينما تبحثان سوياً عن طرق لتحقيق التقارب المنشود، يعد طلب أفراد الأسرة الحصول على مساهمات دورية طريقة مناسبة لإيجاد حل وسط يعترف بحقوق الجميع ويعززه داخل المجتمع العائلي الكبير بالإضافة لمنزل جديد خاص بكما عند عودتك مجددًا للدولة الأخرى. ويمكن التفاوض هنا لصياغة خطط عمل مشتركة تضمن فعالية إدارة الموازنات الشهرية المعنية وبالتالي تحقيق العدالة ضمن علائق العلاقات الإنسانية والقانونية القائمة أساساتها الثابتة دينيا وثنائيا.

وفي النهاية، توصيتنا هي القيام باتصالات واضحة وصريحة مع الطرف الآخر للتوصل لاتفاق يسمح لكل فرد بالحصول عل قدر مناسب من الرعاية الاقتصادية والمعيشية ولكافة الأفراد المقرب إليكم كذلك وفي الوقت ذاته نحافظ جميعا على احترام الحقوق المشتركة والثوابت الثقافية والتقاليد الحاضرة أصلا منذ القرن السبعة عشر ميلادي كمصدر للاستقرار الاجتماعي والاستقرار الروحي والديني أيضًا في نفس السياقات الاجتماعية والفردية الخاصة بالموضوع المطروح المناقشة حيال قضاياه اليوم.


الفقيه أبو محمد

17997 Blog des postes

commentaires