- صاحب المنشور: بلال الدرقاوي
ملخص النقاش:
مع تفشي جائحة كوفيد-19 عالمياً، غيّر الوباء جذرياً طريقة تفاعلنا الاجتماعي والتعليمي. أدى الإغلاق العالمي المفروض لاحتواء انتشار الفيروس إلى تحول كبير نحو التعلم الرقمي أو التعليم الإلكتروني. على الرغم من الفوائد الواضحة التي يوفرها هذا النظام الجديد مثل الوصول المتزايد للمحتوى الأكاديمي والمستوى العالي من المرونة، إلا أنه طرح أيضًا العديد من التحديات التي تستحق المناقشة والدراسة.
**التحديات التقنية والبنية التحتية**:
تشكل البنية التحتية للإنترنت وتكنولوجيا المعلومات أحد أكبر المعوقات أمام الانتقال الناجح إلى نظام تعليم رقمي شامل. تتباين جودة وأمان الشبكات المحلية بين المناطق والثروات المختلفة حول العالم. ففي بعض البلدان النامية قد يكون الحصول على اتصال إنترنت موثوق وآمن أمرًا بالغ الصعوبة مما يؤدي إلى خلق عقبات كبيرة أمام الطلاب الذين يعانون بالفعل من ظروف اجتماعية واقتصادية ضاغطة. بالإضافة لذلك، فإن وجود معدات حاسوبية ذات مواصفات متدنية لدى عدد غير قليل من طلاب المدارس الثانوية والجامعات يمكن أن يجعل عملية التعلم أكثر عناء وتعطي نتائج أقل مثالية مقارنة بالبيئة التعليمية التقليدية حيث تتوفر موارد رقمية عالية الجودة تحت تصرف الجميع.
**تأثير الصحة النفسية والعاطفية**:
لطالما كانت الحياة الجامعية فترة مليئة بالمناسبات الاجتماعية والتواصل الشخصي. يعد فقدان هذه التجارب الشخصية جانبًا مهمًا آخر لهذا التحوّل المفاجئ الذي فرضته الأزمة الصحية الحالية. يشعر الكثير من الشباب بالحزن لفقدان شعورهم بمجتمع الدراسة داخل الحرم الجامعي والذي يمكن اعتباره مصدر الراحة والأمان خلال الفترات المجهدة.
ويجب الاعتراف أيضاً بأن الشعور بالعزلة وعدم القدرة على التواصل مباشرة مع زملاء ومتخصصي مجالاتهم الأكاديميين له آثار نفسية واجتماعية طويلة المدى. ومن الضروري تقديم دعم نفسي متخصص لمساعدة الأفراد على اجتياز تلك الظروف الجديدة بطريقة صحية ومفيدة لهم ولأسرهم المجتمع.
**الحاجة إلى التدريب المهني المستمر للمدرسين والمعلمين**:
يعاني عدد كبير من الأساتذة والمعلمين من عدم قدرتهم الكافية لاستخدام تقنيات التعليم الافتراضية الحديثة بكفاءة بسبب افتقارهم للتدريب اللازم بذلك. وقد يتسبب ذلك بالسلبية تجاه دمج المحتوى الرقمي ضمن الخطط التربوية الخاصة بهم وكذلك منع تحقيق أفضل استفادة ممكنة منها أثناء جلسات المحاضرات الإلكترونية المنعقدة عبر شبكة الانترنت. وبالتالي، يحتاج كل فرد يعمل بأجهزة كمبيوتر شخصية سواء كانوا مدرسين أم طلبة إلى مزيدٍ من برامج تأهيل مهارات استخدام تكنولوجيات الاتصال الحديث بشكل فعال ومبتكر بغرض تطوير العملية التعليمية وتحويل بيئة الفصل الدراسي الموحدة إلى مساحة معرفية مفتوحة وحديثة تواكب عصر الذكاء الاصطناعي وما بعده بكل سرعة وثبات.
**دور التلاميذ الخاص**:
لا ينبغي تضخيم أهمية مسؤولية القائمين بنظام التعليم فيما يتعلق بتوفير تجربة تعلم فعالة وفقط؛ فلدى الطالب دور حيوي وغير منفصل عنه ويجب تشجيعه دائماً للاستفادة القصوى ممّا يحيط به من فرص تقدم علمية جديدة. حيث يوجد عدة عوامل تعتمد عليها نجاح وج