منذ نشأة التفرقة بين المسلمين إلى فرقتين رئيسيتين، السنة والشيعة، ظهر اختلاف في الرأي حول دور كل من الحسن والحسين وابنائهما ضمن سلسلة الأئمة. وفقاً للمعتقدات الشيعية، فإن الإمامة تنحصر بشكل حصري تقريبًا في نسليّ الحسين وليس الحسن. هذا الاختلاف في التعظيم يعود أساساً لأسباب دينية وتاريخية متعددة.
أولاً، يؤكد الشيعة أن الإختيار الإلهي هو السبب الرئيسي لهذا التفريق، حيث يرون أنّ الله اختار أن تستمر الإمامة عبر نسل الحسين فقط كجزء مما يسمونه "العناية الربانية". مثال على هذه الفكرة يمكن استنتاجه من الرواية التي تُشير إلى حوار دار بين جعفر بن محمد وحشيم بن سالم: "قال: إن الله تبارك وتعالى أحب أن يجعل سنّة موسى وهارون جاريَّةً في الحسن والحسين..." (بحار الأنوار, ٢٥/٢٤٩). وبالتالي، ينظر البعض منهم بأن إقصاء نسليّ الحسن عن الإمامة هو نوع من الكرم والعوض عن مأساة قتل الحسين.
ثانياً، هناك رأي يقول إن سبب التركيز على الحسين يأتي نتيجة لقصة الزواج الملكي الذي جمعه بشاه زنان ابنة يزدجرد ملك الفرس. ومن خلال هذا الاتحاد، ولد لعلي الهاشمي - والمعروف أيضاً باسم زين العابدين - والذي اعتبر واحداً من أهم الشخصيات في التاريخ الإسلامي المبكر. رغم عدم توثيق دقيق لهذه النظرية خارج السياقات الدينية والفلسفية المرتبطة بوحدة العقائد الشيعية، فهي تشكل جزءاً مهماً في فهم نظرة الشيعة للتراث السياسي والتاريخي للإسلام.
بالإضافة لذلك، يناقش علماء الدين المسلمون الآخرون المسائل المتعلقة بالعصمة والأمان من الخطأ بالنسبة لأحفاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم. بينما يحتفل العديد من المسلمين بعظمة مكانتيهما التاريخية والدينية، لا يوجد توافق عام داخل المجتمع الإسلام الأكبر بشأن مصداقية ادعاء عصمتهم.
في نهاية المطاف، يجب التنويه إلى أن دين الشيعة دين غني ومعقد ويتضمن مجموعة واسعة من الآراء والممارسات المختلفة بناءً على تفسيرات مختلفة للشريعة الإسلامية. إن فهم جذور وصيانة تراث مثل هذا تتطلب دراسة مستفيضة وموضوعية لتلك الأفكار وتلك الخلفية الثقافية الغنية.
والله أعلم بما هو خير لنا جميعاً.
