الإبل، تلك المخلوقات الرائعة التي تعيش في البيئة الصحراوية، تتميز بخصائص فريدة جعلتها من عجائب خلق الله. وقد ورد في القرآن الكريم: "أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ" (الغاشية: 17)، مما يدل على عظمة خلقها.
وفقًا للعلماء، فإن أصل خلق الإبل هو الماء، كما جاء في الآية الكريمة: "اللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ" (النور: 45). وقد فسّر المفسرون ذلك بأن المقصود هو ماء المني، أو أن الماء جزء من خلقتها.
كما ورد في الحديث المرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الإبل خلقت من الشياطين"، مما يشير إلى أن الإبل قد خلقت على صفة تشبه صفة الجن، فهي كثيرة النفور والشرود. وقد ورد النهي عن الصلاة في مطاعن الإبل، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ولا تُصلُّوا في أَعْطَانِ الإِبِلِ، فإنَّها خُلِقَتْ مِنَ الشياطينِ".
ومن مظاهر الإعجاز في خلق الإبل ما يلي:
- طول رقبة الإبل: يساعد موضع الرأس على هذه الرقبة الطويلة الجمل على اتزان الجسم على الرغم من حمل الأثقال، وقد يصل ما يحمله على ظهره أكثر من مئة وخمسين كيلو.
- وزن الأرجل الأمامية: الجزء الأكبر من وزن الجمل في الأعضاء الأمامية منه، مما يعطي ارتكازًا أكبر على الأرض عند الوقوف أو النزول من منحدر، بالإضافة إلى مساعدتها عند القيام.
- سنام مليء بالمواد الدهنية: يحولها الجمل إلى ماء عند العطش، ويظل معتمدًا على هذا المخزون من الدهون التي تتحول إلى ماء في وقت الحر الشديد.
- تقليل بول الجمل عند العطش والحر: يحتفظ بالماء الموجود في جسده، كما يستطيع أن يعوضه سريعًا من خلال شرب كمية كبيرة من الماء قد تصل إلى مئة وأربعة لتر أو أكثر، مما يجعله قادرًا على البقاء شهورًا في الصحراء دون شرب أي كمية جديدة من الماء.
- وسائد من الجلد أسفل صدرها وركبها وأرجلها: تساعدها على الجلوس وعلى تحمل السير على الرمال الملتهبة، كما تعمل كعازل للحرارة.
- رموش كثيفة مزدوجة: تحجب الرمال المتطايرة، كما تتميز عيون الجمل بقدرتها على التكبير والتقريب، مما يساعدها على انقياد الطفل الصغير.
هذه بعض مظاهر الإعجاز في خلق الإبل، التي تظهر عظمة قدرة الله سبحانه وتعالى في خلق الكون.
