الحمد لله الذي أنزل القرآن شفاءً ورحمة للمؤمنين، وهدايةً للناس أجمعين. إن آيات القرآن الكريم هي سلاح المؤمن ضد كل شر، ومنها ما يبطل السحر والعين والحسد والمس بإذن الله. وفي هذا المقال، سنستعرض بعض الآيات المفيدة في إبطال هذه الشرور، مستندين إلى الأدلة الشرعية من القرآن والسنة النبوية.

أولاً، من الآيات المفيدة في إبطال السحر، ما رواه ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ليث بن أبي سليم قال: "بلغني أن هؤلاء الآيات شفاء من السحر بإذن الله، تقرأ في إناء فيه ماء، ثم يصب على رأس المسحور: الآية التي في سورة يونس: (فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ). وقوله: (فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ... بِرَبِّ الْعَالَمِينَ) [لأعراف:118-121]. وقوله: (إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى) [طـه:69]."

كما ذكر ابن بطال في كتاب وهب بن منبه أن من الأدوية المفيدة لإذهاب السحر ما يأتي: "أن يأخذ سبع ورقات من سدر أخضر فيدقه بين حجرين، ثم يضربه بالماء، ويقرأ فيه آية الكرسي والقواقل: قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، ثم يحسو (يشرب) منه ثلاث حسوات، ثم يغتسل به يذهب عنه كل ما به."

وفي الحديث الشريف، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لم يتعوذ بمثلهما"، مما يدل على أهمية المعوذتين في إبطال السحر.

أما بالنسبة للعين والحسد، فإن الرقية الشرعية هي العلاج الأمثل، ومن الآيات المفيدة في هذا السياق ما رواه مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح بيده رجاء بركتها."

وفي الحديث الآخر عن عبادة بن الصامت رضي الله