في نشاط حديث أسهم فيه عبد البر بن عروس، تناول الجانب المتعلق باستكشاف الأسباب والحلول للتعامل مع البيروقراطية. افتتح النقاش باستكشاف مهمة فهم "لماذا" يوجد المشكلة قبل الانتقال إلى كيفية حلها، وهو ما يعكس رغبة في التأكد من أن الحلول تستند إلى فهم عميق لجذور المشكلة.
التركيز على "اللماذا" مقابل "الكيف"
أبرز عبد البر أنه رغم تحديات التعامل مع البيروقراطية، فإن المساومة بين هذا النظام وحاجتنا إلى فهم أعمق لكانت في قلب النقاش. يعبر ذلك عن رغبة شائعة تهدف إلى التأكد من أن الإجراءات المطلوبة ليست فقط محفزة بالتقاليد والممارسات البيروقراطية، بل تستند إلى مبررات وأهداف ذات قيمة.
لكن في هذا التوجيه يثير عبد البر شكوكًا حول سرعة المجتمع الحديث في التقدم بالإجراءات دون مراعاة كافية للأسس. وقد أشار إلى خطورة الانغماس في تفاصيل "كيف" يمكن أن يخلّف المجتمع محاصرًا بالعمليات دون تحسين حقيقي للوضع.
البيروقراطية: الشكل أو الوظيفة؟
تتخذ البيروقراطية مكانةً هامة في النقاش، حيث يبرز عبد البر التحديات المصاحبة للعمل ضمن أنظمة بيروقراطية صارمة. يُظهر كيف تؤثر هذه الأنظمة في قدرتنا على فهم وتحديد جذور المشكلات حقًا، بسبب التركيز الضارف على "التحرك" دون الفهم. يؤكد أن هذا يعزز من شعور الإجبار وأن المشكلات قد تُحلّ من خلال الطريقة بدلاً من التغيير في النهج.
في سياق التعامل مع البيروقراطية، يستخدم عبد البر استعارة "شفتات" لوصف مفهوم العملية والشفافية. إن المثابرة في هذا الأسلوب قد تؤدي إلى اضطراب بين المقصود من "الكفاءة" والتعقيدات غير الضرورية التي يمكن أن تزعجها.
البحث عن حلول مستدامة
يشدد عبد البر على اهتمام كبار القادة وصانعي السياسات بالوضع، وكذلك أهمية التحرك من قبل المجتمعات لتجاوز حدود التفاصيل الإجرائية. يستشير كيف يمكن للتعاون بين مختلف الأطراف أن يؤدي إلى تغيير في نهج الحلول، وبالتالي خلق حلول أكثر استدامة.
في الختام، يشدد عبد البر بأن التوازن بين فهم "لماذا" وتنفيذ "الكيف" يعد ضروريًا للتغلب على القيود البيروقراطية. يعتبر هذا التوازن مفتاحاً في تحسين كيفية إدارة المشكلات والتأكد من أن حلولنا لا تغتفر فقط على الجلاء الخارجي، بل تؤثر بشكل إيجابي في جذور التحديات نفسها.