الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وهدانا لسنن نبيه محمد ﷺ. سنن الصلاة، سواء كانت قولية أو فعلية، هي جزء أساسي من العبادة التي أمرنا الله بها. في هذا المقال، سنستعرض سنن الصلاة القولية والفعلية من منظور المذهب المالكي، مع التركيز على أهميتها وأدلتها الشرعية.
تعتبر سنن الصلاة القولية جزءًا لا يتجزأ من أداء الصلاة، وهي تتضمن عدة أفعال قولية ثابتة عن النبي ﷺ. من بين هذه السنن:
- دعاء الاستفتاح: وهو دعاء يقال بعد تكبيرة الإحرام، ومن صيغه "اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب". رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة.
- أدعية الركوع: مثل "اللهم لك ركعتُ وبك آمنت، ولك أسلمت خشع لك سمعي وبصري ومُخّيِ وعَظمي وعصبي وما استقلت به قدمي". رواه مسلم وأبو داود والترمذي وغيرهم.
- أدعية الرفع من الركوع: مثل "ملء السموات وملء الأرض وما بينهما وملء ماشئت من شيء بعدُ أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد، وكُلّنَا لك عيد، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجدُّ". رواه مسلم.
- أدعية السجود: مثل "اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذبك منك لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك". رواه أبو داود وغيرها من السنن القولية.
أما سنن الصلاة الفعلية، فتتضمن عدة أفعال فعلية ثابتة عن النبي ﷺ أيضًا. ومن بين هذه السنن:
- رفع اليدين: عند تكبيرة الإحرام وعند الرفع من الركوع، كما رواه مالك في الموطأ من حديث ابن عمران أن رسول الله ﷺ كان يفعل ذلك.
- وضع اليد اليمنى على اليسرى: في الصلاة، كما بوب الإمام مالك في الموطأ بابًا بهذا العنوان، وساق فيه حديث سهل بن سعد ﵁.
هذه السنن كلها ثابتة عن النبي ﷺ، ومع ذلك قد يختلف أهل المذاهب في بعضها. لمزيد من الفائدة حول أركان الصلاة وواجباتها وسننها، يمكن الرجوع إلى الفتوى رقم: ١٢٤٥٥.
وفي الختام، نوصي السائل بالرجوع إلى كتاب "صفة صلاة النبي ﷺ من التكبير إلى التسليم كأنك تراها" للعلامة المحدث محمد بن ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى، فهو من أفضل ما أُلف في هذا الموضوع. كما يجب على المسلم أن يحرص على جمع الكلمة مع إخوانه المصلين، مع العلم بأن الخلاف شر كما قال ابن مسعود. قال الشافعي ﵀: "أجمع الناس على أنه من استبانت له سنة رسول