الحمد لله الذي هدانا للإسلام، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد، فإن الصلاة جالسًا جائزة في الإسلام، سواء كان ذلك بسبب عجز عن القيام أو مشقة شديدة في القيام. وفيما يلي دليل شامل حول كيفية أداء الصلاة جالسًا:

أولاً: شروط الصلاة جالسًا:

1. العجز عن القيام: إذا كان الشخص عاجزًا عن القيام في صلاة الفرض، سواء كان ذلك بسبب مرض أو كبر سن أو أي عائق آخر، فله أن يصلي جالسًا.
2. المشقة الشديدة: إذا كان القيام يشق على الشخص مشقة شديدة، بحيث يذهب الخشوع أو يزيد المرض أو يؤدي إلى مضاعفات صحية، فله أن يصلي جالسًا.

ثانيًا: كيفية أداء الصلاة جالسًا:

1. النية: ينوي المسلم نية الصلاة جالسًا، مثل نية صلاة الفرض أو النفل.
2. القيام: إذا كان الشخص قادرًا على القيام في بعض الأركان دون مشقة شديدة، فإنه يقوم في تلك الأركان، مثل القيام في تكبيرة الإحرام والركوع والسجود.
3. الجلوس: إذا كان الشخص عاجزًا عن القيام أو يشق عليه القيام مشقة شديدة، فإنه يجلس على كرسي أو على الأرض، ويبدأ الصلاة جالسًا.
4. الركوع: إذا كان الشخص قادرًا على الركوع، فإنه يركع على هيئة الركوع المعروفة، سواء كان ذلك جالسًا أو قائمًا.
5. السجود: إذا كان الشخص قادرًا على السجود، فإنه يسجد على الأرض على هيئة السجود المعروفة، سواء كان ذلك جالسًا أو قائمًا.
6. الجلوس بين السجدتين: إذا كان الشخص قادرًا على الجلوس بين السجدتين، فإنه يجلس على هيئة الجلوس المعروفة.
7. التشهد الأخير: إذا كان الشخص قادرًا على التشهد الأخير، فإنه يجلس على هيئة التشهد الأخير المعروفة.

ثالثًا: أحكام الصلاة جالسًا:

1. الأجر والثواب: الصلاة جالسًا لها نفس الأجر والثواب مثل الصلاة قائمًا، إلا أن ثواب القائم ضعف ثواب القاعد، إلا إذا كان هناك عذر شرعي يبيح الجلوس.
2. التخلف عن الجماعة: لا يجوز التخلف عن صلاة الجماعة لأجل الصلاة جالسًا، بل يجب على المسلم أن يصلي مع الجماعة في المسجد إن أمكنه ذلك.
3. العودة إلى القيام: إذا زالت المشقة أو العجز عن القيام، وجب على المسلم أن يعود إلى القيام في صلاته.

خاتمة:

في الختام، الصلاة جالسًا جائزة في الإسلام، سواء كان ذلك بسبب عجز عن القيام أو مشقة شديدة في القيام. ومن المهم أن يتذكر المسلم أن الصلاة جالسًا لها نفس الأجر والثواب مثل الصلاة قائمًا، وأن التخلف عن صلاة الجماعة لا يجوز لأجل الصلاة