- صاحب المنشور: سليمة الوادنوني
ملخص النقاش:
تدور هذه المحادثة حول جدل محتدم بشأن اقتراح حظر البلاستيك بالكامل لمنع تلوث البيئة والمحيطات، وضد التأثيرات الصحية الناجمة عنه. يرى البعض أن هذا الإجراء قد يكون سلبيًا اقتصاديًا ويتجاهل المخاوف البيئية بالفعل. بينما يدافع الآخرون عن نهج شامل يستهدف التقليل من استخدام البلاستيك، زيادة كفاءة إعادة التدوير، ودعم تطوير مواد صديقة للبيئة ومتجددة. يقترح هؤلاء أيضًا تعزيز الوعي البيئي والثقافي لدى الجمهور للمساهمة في تحول دائم لاستهلاك أخضر.
يشير أحمد عبد الله، مثلاً، إلى أن الحظر المطلق للبلاستيك قد يقابل بتبعات اقتصادية بعيدة المدى. بدلًا من ذلك، اقترح تطبيق سياسات رشيدة تتضمن تقليل الاستخدام، تحسين عملية إعادة التدوير، وإطلاق شراكة بحثية لتصميم بدائل مبتكرة وغير سامة للبيئة والكون. تؤيد ميلا الوادنوني وجهة نظر أحمد، مؤكدة على حاجتنا لنهج مدروس ومنطقي يحدث تغييراً اجتماعيا وثقافياً مبنياً على فهم أفضل للأزمة واحتمالات التغيير المستدام.
كما عبر الحجامي بن العابد عن موافقهما على الحاجة ملحة لإحداث تغيرات جريئة دون فرض قيود مجهدة للاقتصاد العالمي الآن. بل يمكننا التركيز على التسريع بمجهودات إعادة تدوير المنتجات البلاستيكية، فضلاً عن تمويل أعمال الأبحاث العملية لبناء منتجات تعتمد على موارد طبيعية قابلة للإصلاح ذاتياً وبالتالي أقل ضرراً بالطبيعة والنظم البيئية البحرية والأرضية أيضاَ! يتفق معه عابدين بن عبدالله، موضحاً أهمية زرع القيم المسؤولة بيئياً داخل المجتمع والفئات السكانية المختلفة بدرجة أعلى مقارنة باستخدام العقوبات القانونيّة الصارمة كمصدر رئيسي للسيطرة والاستقرار الأخضر طويل الأجل.
تجتمع الآراء المشار إليها هنا حول نقاط مشتركة تتمثل بالحاجة الملحة لتبني نموذج حياة جديد يقوم بربط الأفراد مباشرة بسلوكيات يومية صديقة للبيئة وفي نفس الوقت قادرة على تقديم قدر من المرونة أمام تحديث تكنولوجي تجاري حديث مضمونة النوعية وصحيّة بصورة عامة للعالم المعاصر. لذا ربما تتطلب قضية تحدي ازدرائنا الحالي لما تُسمّى "بالمواد اللدنَّة" -أي المنتوجات المصنوعة أساساً ممّا يعرف باسم مطاط بلاستيكي- مجموعة شاملة ومتكاملة من القرارات الحكومية الداعمة لهذه الدعوات الحديثة للحفظ البيئي جنباً الى جنب مع رفع مستوى الوعي العام حول الوضع الحرجة للنظم الأساسية الطبيعية وصيانة غلاتها الغذائية والحياة البرية والبحريات والعُمران الحديث نفسه!