نزول القرآن الكريم هو أحد أهم المواضيع في علوم القرآن، حيث يبحث العلماء في مكان وزمان نزوله. وفقًا للقرآن الكريم نفسه، نزل القرآن من الله تعالى إلى الأرض عبر جبريل عليه السلام على النبي محمد صلى الله عليه وسلم. يقول الله تعالى في سورة النجم: "إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ مُطَاعٍ ثَمَّ مَأْمُورٍ" (النجم: 5-7).
أما بالنسبة لمكان النزول، فقد اتفق العلماء على أن القرآن نزل من السماء الدنيا إلى بيت العزة، وهو مكان في السماء الدنيا حيث يقف جبريل عليه السلام. يقول الله تعالى في سورة البروج: "إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ" (القدر: 1). ويذكر ابن كثير في تفسيره أن ليلة القدر هي الليلة المباركة من شهر رمضان، وهي الليلة التي نزل فيها القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة.
وبالنسبة لزمان النزول، فقد نزل القرآن على النبي محمد صلى الله عليه وسلم منجما على مدى ثلاث وعشرين سنة، حسب الحوادث ومقتضى الحال. يقول الله تعالى في سورة القمر: "وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ" (القمر: 19-21).
وفيما يتعلق بترتيب القرآن الكريم، فقد اتفق العلماء على أن ترتيبه توقيفي، أي أن ترتيبه بهذه الصورة هو من عند الله تعالى. يقول الله تعالى في سورة الحجر: "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" (الحجر: 9).
وفي الختام، يمكن القول إن مكان نزول القرآن الكريم هو بيت العزة في السماء الدنيا، ونزوله كان منجما على مدى ثلاث وعشرين سنة، وترتيب القرآن الكريم توقيفي من عند الله تعالى.