في رحلة الحج المقدسة، يعد المبيت في منى أحد أهم الشعائر الدينية التي يلتزم بها المسلمون. هذه الفترة الزمنية تحمل رمزيتها الخاصة وتتميز بعدد من التعليمات الشرعية والمعرفية. وفقا للكتاب والسنة النبوية الشريفة، يُحدد الوقت المناسب للمبيت في منى لمدة ثلاثة أيام كاملة ابتداءً من اليوم العاشر وحتى الثاني عشر من شهر ذي الحجة. هذا الأمر متفق عليه بين الفقهاء المسلمين الثقات بناءً على حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حيث يقول: "أقم حتى ترى هلال ذي الحجة ثم صم". وهذا يعني أنه يؤجل بدء الصوم حتى رؤية الهلال الخاص بشهر ذي الحجة.
الدلالة الروحية لهذه الأيام الثلاثة تعكس روح الامتثال والتضرع لله سبحانه وتعالى. فخلالها يستعرض الحجاج قصة النبي إبراهيم وإسماعيل عليهم السلام والتواضع أمام خالق الكون الواسع. كما ترتكز الفائدة العملية لتلك الليالي الثلاث على تقديم الراحة للحجاج قبل البدء بتضحيات اليوم التالي الموافق لـ10 ذو الحجة وهو يوم عرفة ثم يوم النحر مباشرة عقب ذلك.
ومن الناحية الصحية والنفسية، يمكن القول بأن الجلوس والاستقرار لأيام قليلة يساعد الجسم العليل والمُرهق بمجهود الطواف والسعي أثناء موسم الحج المكثف. بالإضافة إلى أنها فترة توفر فرصاً كبيرة للتأمل والصلاة والدعاء مما يساهم في تنمية الروحانية لدى المؤدين لشعائر الدين الإسلامي. ولذلك فإن الالتزام بالمدة المُحددة للمبيت أمر ضروري وجوهري لكل حاج يرغب بإتمام حجته بشكل صحيح وموافق للشريعة الإسلامية المحمدية القائمة على القرآن الكريم وسنن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وما صحّ عنه من أقوال وأفعال وأحوال.