حديث "يد الله مع الجماعة" هو أحد الأحاديث النبوية الشريفة التي تؤكد على أهمية التمسك بالجماعة والاتحاد بين المسلمين. هذا الحديث رواه الترمذي عن ابن عباس ﵄، حيث قال رسول الله ﷺ: "يد الله مع الجماعة". وقد أكد أهل السنة والجماعة على أن المراد بذلك هو رعاية الله لهم، وعنايته بهم، وأنهم في كنفه وحفظه.
اختلف أهل العلم في المقصود بالجماعة، فمنهم من قال إنها السواد الأعظم من أهل الإسلام، ومنهم من قال إنها جماعة أئمة العلماء المجتهدين، ومنهم من قال إنها الصحابة على الخصوص، ومنهم من قال إنها جماعة أهل الإسلام إذا أجمعوا على أمر. لكن كل هذه الأقوال تلتقي عند نقطتين عليهما مدارها وهما: الاتباع، واعتبار أهل السنة.
يؤكد هذا الحديث على فضل لزوم الجماعة وأجر من لزم ولم يفارق. ففي الحديث الذي رواه أنس بن مالك ﵁ عن رسول الله ﷺ: "نضر الله عبدا سمع مقالتي هذه فحملها فرب حامل الفقه فيه غير فقيه، ورب حامل الفقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يغل عليهن صدر مسلم: إخلاص العمل لله ﷿، ومناصحة أولي الأمر ولزوم جماعة المسلمين فإن دعوتهم تحيط من روائهم"، نرى أن لزوم الجماعة يعتبر من الثلاثة التي لا يغل عليها صدر مسلم.
كما يؤكد الحديث على أن العصمة في وقت الفتن والمحن هو في التمسك بجماعة المسلمين فهي المخرج والمنجي بإذن الله منها. ففي الحديث الذي رواه عبد الله بن عمر ﵄ عن رسول الله ﷺ: "إن الله لا يجمع أمتي على ضلالة, ويد الله على الجماعة, ومن شذَّ شذَّ إلى النار"، نرى أن يد الله مع الجماعة ويد الله على الجماعة ينصرهم ويؤيدهم ويسددهم وهو معهم معية خاصة: معية النصر والتأييد متى ما كانوا مجتمعين على الحق مجتمعين على طاعة الله وطاعة رسوله ﷺ.
في الختام، فإن حديث "يد الله مع الجماعة" يؤكد على أهمية التمسك بالجماعة والاتحاد بين المسلمين، ويحذر من الفرقة والشذوذ عن الجماعة. هذا الحديث يدل على أن أمة الإسلام لا تجتمع على ضلالة، وأن العصمة في وقت الفتن والمحن هو في التمسك بجماعة المسلمين.
