الخطبة في الإسلام هي مرحلة مهمة في عملية الزواج، حيث يبدي الرجل رغبته في الزواج من امرأة معينة، ويوافق عليها وليها. وقد اختلف الفقهاء في حكمها بين القائلين بالإباحة والقائلين بالاستحباب، مستندين إلى فعل النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته للسيدة عائشة والسيدة حفصة رضي الله عنهما.
الخطبة ليست زواجًا، وإنما هي وعد بالزواج في المستقبل، ولا يترتب عليها حقوق أو واجبات على الخطيبين سوى وعد كل منهما للآخر بالزواج. ومع ذلك، هناك بعض الأحكام المرتبطة بالخطبة، منها:
- جواز النظر إلى المخطوبة: يجوز للخاطب النظر إلى المخطوبة بشرط أن تبقى أجنبية عنه حتى يتم عقد الزواج.
- عدم خطبة امرأة مخطوبة لغيره: لا يجوز للرجل أن يخطب امرأة مخطوبة لغيره إلا إذا تركها الأول.
- عدم فسخ الخطبة إلا لسبب مشروع: لا يجوز فسخ الخطبة إلا لسبب مشروع، مثل ظهور خُلُق سيء من أحد الطرفين أو نقص في دينه.
بالإضافة إلى ذلك، هناك آداب يجب مراعاتها أثناء الخطبة، منها:
- عدم الخلوة بين الطرفين: يجب تجنب الخلوة بين الخاطب والمخطوبة.
- غض البصر: يجب على كل من الخاطب والمخطوبة غض البصر.
- ترك المصافحة باليد: لا يجوز المصافحة بين الخاطب والمخطوبة.
- عدم خضوع المرأة بالقول: يجب على المرأة أن تتحدث بقدر الحاجة والضرورة دون إثارة مشاعر الريبة والشك.
- التزام المرأة بحجابها الشرعي الكامل: يجب على المرأة أن تلتزم بحجابها الشرعي الكامل عند جلوسها مع خطيبها.
وفيما يتعلق بإطالة مدة الخطبة بسبب الوضع المادي، لا حرج على الخاطب في تأخير مدة الخطبة إذا كان السبب هو الوضع المادي، بشرط أن يطلب السماح من أهل خطيبته ويبيّن عذره في التأخير برغبته في جمع تكاليف الزواج. والأصل في مسألة الزواج ألّا يُكلّف الزوج ما لا يطيق من مؤونة الزواج؛ فمن السنّة التيسير في المهور وفي تكاليف الزواج.