الجنة هي أعلى درجات الثواب والعطاء الذي يعده الله تعالى لعباده المؤمنين في الحياة الآخرة. إنها تعبير جميل عن رحمة الله وسخائه، وصورة مثالية للحياة الدائمة والسعادة التي لا نهاية لها. الوصف الكتابي للجنة غني ومتنوع، ويظهر لنا جمال وعظمة هذا المنظر الذي وعد الله به أولياءه.
وفقاً لما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، تتكون الجنة من العديد من الدرجات المختلفة. أقل هذه المنازل قد يعادل عشر مرات ثروة أحد ملوك الأرض الأكثر ثراءً. أما مكانتهم الأعلى فهي المقربون إلى الله مباشرةً، وهم ذوو إيمان عميق وإخلاص صادق وكثير عمل صالح. النار هي أساس بناء القصور في الجنة، بينما تربة أرضها عبارة عن مسك وزعفران نقيان يفوح منهما عطر عطري يمكن شمّه لمسافة كبيرة -بعض رواة الحديث يقولون أنه يصل حتى مسافة 40 عاما!
دخول الجنة ليس صدفة ولا حظوظ فقط، بل نتيجة أعمال معينة يقوم بها الإنسان خلال حياته الأرضية. ومن أهم تلك الأعمال: الإيمان بالله وممارسة الطاعات الواجبة عليه والتي تشمل العمل الصالح والتوبة الصادقة والقناعة بالقسمة والنصيب والاستعداد للتضحية ومساعدة الآخرين وغيرها الكثير مما يدفع المرء نحو الطريق المستقيم. كذلك فإن طلب العلم النافع عبادة ومعبر لإدخال شخص إلى نور الرحمن عز وجل فضلاً عن بر الوالدين وصلة الرحم والحفاظ عليها والحفاظ على حقوق الناس جميعا... كل ذلك يقودنا خطوة بخطوة إلى أبواب المملكة الربانية المقدسة.
أهل الجنة يتمتعون ببقاء شبابي دائم حول سن الثلاثين حسب حديث الرسول صلى الله عليه وسلم :"يدخل أهل الجنة الجنة جرد مرد مكحلين ابناء ثلاثين أو ثلاث وثلاثين"، بغض النظر عن عمر الشخص عند وفاته هنا أدناه. وهذا يعني أيضا لقائه مجددا بابناء العمومة والأصدقاء والجيران وكل الأشخاص الذين تربطه بهم علاقة حميمة أثناء وجوده بالأرض ولكن الآن سيكون الجميع في نفس العمر المتفق عليه سابق ذكرها لإظهار التساوي أمام رب العالمين سبحانه وتعالى "إنما المؤمنون إخوة".