في رحلة إيمانية طويلة ومليئة بالتحديات، يروي الأخ السائل تجربته مع الشك في الدين منذ صغره، وكيف أثرت عليه قراءاته في الديانات الأخرى، خاصة المسيحية، في بداية شبابه. يشير إلى أن هذا الشك زاد بعد الاطلاع على مواقع الإلحاد والبوذية والمسيحية على الإنترنت، مما أدى به إلى حالة من الاكتئاب النفسي الشديد. ومع ذلك، يذكر أنه عاد إلى طريق الإسلام بعد مواقف معينة، منها فتح المصحف بشكل عشوائي ووقوع بصره على آيات تتحدث عن المسيح والأحبار، بالإضافة إلى سماع آية من القرآن الكريم تتحدث عن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا.

هذه المواقف المتتالية كانت بمثابة هدية من الله عز وجل، حيث ذهب الشك والكفر من قلبه دون رجعة. ومع ذلك، يعترف السائل بأن الشك عاد إليه مرة أخرى بعد فترة طويلة، لكنه الآن يشعر بالعودة إلى طريق الإسلام.

إن قصة السائل تسلط الضوء على أهمية التعمق في معاني القرآن الكريم والنظر في محاسن الإسلام في زوال الشك. كما تؤكد على أن الله سبحانه وتعالى يهدي من يشاء ويضل من يشاء، وأن الهداية بيد الله وحده.

وفي هذا السياق، يمكننا الرجوع إلى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة للعثور على أدلة على زوال الشك بالمعرفة والتفكر. يقول الله تعالى في سورة البقرة: "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ" (البقرة: 133). هذه الآية تشير إلى أن الاختلاف بين الناس هو سنة كونية، ولكن الله سبحانه وتعالى يهدي من يشاء ويضل من يشاء.

كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم" (رواه مسلم). هذه الأحاديث تذكرنا بأن الهداية الحقيقية تأتي من القلب والعمل الصالح، وليس فقط من المعرفة النظرية.

في الختام، يمكن القول إن رحلة السائل مليئة بالدروس والعبر، وتؤكد على أهمية التمسك بالإسلام والبحث عن الهداية من الله سبحانه وتعالى. إن التعمق في معاني القرآن الكريم والنظر في محاسن الإسلام يمكن أن يكونا مفتاحا لزوال الشك والعودة إلى طريق الهداية.