سورة التغابن، وهي السورة الرابعة والستون في ترتيب المصحف، تعد من السور المدنية وفقًا لجمهور المفسرين. وقد أشار ابن عباس إلى أن نزولها كان بالمدينة، كما ذكر ذلك أيضًا ابن الزبير وابن جرير وابن إسحاق. وتشير بعض الروايات إلى أن بعض آياتها نزلت بمكة، مثل الآيات التي تتحدث عن مظاهر قدرة الله وعن إنكار المشركين للبعث.
وتعد سورة التغابن من السور التي تركز على تنزيه الله عن الشريك أو الولد، وتبرز مظاهر قدرته ومننه على خلقه. كما أنها ترد على المشركين الذين زعموا أنهم لن يبعثوا، وتقارن بين حسن عاقبة الأخيار وسوء عاقبة الأشرار.
ومن الآيات التي تشير إلى سبب نزول السورة هي الآيات التي تتحدث عن عوف بن مالك الأشجعي، الذي شكا إلى النبي ﷺ جفاء أهله وولده، فأنزل الله- تعالى- الآيات التي تحذر من عدو قد يكون في الأهل والولد.
وبناءً على ذلك، يمكن القول بأن سورة التغابن هي سورة مدنية، مع بعض الآيات التي ربما نزلت بمكة، وتتناول موضوعات متنوعة تتعلق بتنزيه الله وبيان قدرته ورد على المشركين.