التنمر الوظيفي، المعروف أيضاً بالتوبيخ المهني، هو ظاهرة خطيرة تتضمن استغلال السلطة داخل مكان العمل لإلحاق الضرر النفسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي بالزملاء. هذا النوع من التنمر يمكن أن يحدث بين الزملاء، أو من قبل المشرفين على المرؤوسين، وقد يؤدي إلى عواقب سلبية كبيرة على الأفراد والمؤسسات.
أحد أكثر الآثار المدمرة للتوبيخ المهني هي التأثير السلبي على الصحة النفسية للعاملين. قد يشعر الأشخاص الذين يتعرضون للتنمر بالإحباط، القلق، الاكتئاب، وحتى التفكير في ترك عملهم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساهم التنمر الوظيفي في زيادة معدلات الغياب والإنتاجية المنخفضة ضمن الفريق.
من منظور المؤسسة، يمكن أن يترتب على التوبيخ المهني خسائر اقتصادية بسبب فقدان العمال المؤهلين والموهوبين. كما أنه يعيق ثقافة الشركة الإيجابية والإنتاجية، ويضر بصورة الشركة أمام العملاء والشركاء التجاريين.
لتجنب هذه النتائج الخطيرة، هناك عدة طرق يمكن تنفيذها لتحقيق بيئة عمل صحية وأكثر سلامة. أولاً، يجب تعزيز التعليم والتوعية حول ما يشكل التنمر المهني وكيف يمكن التعرف عليه ومعالجته. ثانياً، ينبغي وضع سياسات واضحة ومفهومة بشأن عدم التسامح مع مثل هذه التصرفات، مع وجود قنوات محددة للإبلاغ عن الحوادث وضمان التحقيق الفعال فيها. أخيرا وليس آخراً، تشجيع الدعم المتبادل وتعزيز التواصل المفتوح بين جميع أفراد الفريق ضروري لبناء علاقة عمل إيجابية ومنع ظهور حالات التنمر الوظيفي.
بشكل عام، يتطلب الأمر مسؤوليات مشتركة لكل من إدارة الشركة والأفراد لإنشاء بيئة عمل آمنة وداعمة خالية من التوبيخ المهني.