يعود سبب تسمية خط الاستواء إلى موقعه الفريد في علم الفلك وعلم الجغرافيا. وهو القسم المتخيّل للكرة الأرضية الذي ينقسمها إلى نصفين - شمال وجنوب - بالتساوي. يأتي اسم 'استواء' من خاصية تحديد مساحة متساوية تمامًا لكلا جانبي الحدود. إنَّ هذا الوصف دقيق للغاية؛ إذ يُشير خط الاستواء إلى مكان دوران الأرض حول نفسها أثناء مروره مباشرةً بذروتها.
في النظام الجغرافي التقليدي، يعد خط الاستواء نقطة مرجع أساسية لحساب خطوط الطول والعروض الأخرى اعتمادًا عليها. فهو يشكل أساس نظام تحديد مواقع جميع مناطق العالم بناءً عليه. يعكس مصطلح "استواء" أيضًا الطبيعة الرياضية للدائرة المستوية التي تتبع شكل قشرة الأرض الخارجية بدقة عالية جداً.
ومن الناحية العملية والفلكية، فإن تأثير الشمس يصبح أكثر بروزًا عند التعامل مع خط الاستواء. فعند تجاوز أشعتها لهذا الموقع الدقيق خلال يوم الاعتدال الربيعي والخريفي، يتمتع كل جزء من سطح الكوكب بنسبة متساوية تقريبًا من الضوء والحرارة لمدة اثني عشر ساعة بشكل يومي ومتكرّر سنويًا. وهذا الانقلاب اليومي للنظام البيئي العالمي معروف باسم الاعتدالات الشمسية السنوية مما يؤكد بلا شك دور خط الاستواء المركزي والمحدد لهذه الظواهر الطبيعية المنتظمة.
يتوافق المحيط الأكثر اتساعًا الموجود بالقرب من خط استواء الأرض جنبًا إلى جنب مع تفاوت قطر كرة الأرض قليلاً هناك أيضًا مع مفهوم "الانفتاح والاستقامة". فتظهر اختلافات بسيطة ولكن ذات دلالة واضحة بين قطره عند أعلى دائرتيه (القطبيتين)وأدنى نقطتين له (استواء). وهي تفسيرات منطقية ومعقدة لكن يمكن فهمهما بشكل أساسي باعتبارهما نتائج طبيعية لقوة الجاذبية والتوزيع الأمثل لكميات هائلة من المياه والسوائل ضمن بيئة فضائية مفتوحة واسعة كالفضاء الخارجي للأرض.
وفي حين تؤثر قوانين الفيزياء المختلفة على سلوك الخصائص المكانية لموقع خط الاستواء نفسه إلا أنها تقدم نظرة ثاقبة حول الآليات العمليات المحرك الرئيسي للحياة بكيفية غير مباشرة داخل تلك المنطقة الخاصة بالكوكب المعروف بـ"البقعة الحمراء". فالتربة الغنية بالعناصر الغذائية والشمس المشمسة المستمرة توفران فرصة ممتازة لإنتاج وصيانة تجمعات نباتية متنوعة تعيش وتنمو بحرية وحشمة قريبة جدًّا من مركز قوة الأرض! إنه حقٌّ أن الحياة البرية والثروات النباتية على وجه خاص تزدهران هنا بصورة مذهلة بما يفوق كثيرًا أي مكان آخر على الأرض خارج حدود التصنيف المعتادة للإقليم المناخي المداري الشاسع الممتد خلف حدود الدول نحو الداخل نحو الداخل ومؤرقاه..