الانقسام الاختزالي، والمعروف أيضًا باسم انقسام الزيجوت، هو عملية هامة تحدث فقط لدى الكائنات ذات النواة الحقيقية مثل الإنسان والحيوانات والنباتات. هذه العملية الجينية الفريدة تلعب دوراً أساسياً في تكاثر الكائن الحي وتوصيل المواد الوراثية إلى الأجيال القادمة. تتكون عملية الانقسام الاختزالي من مرحلتين رئيسيتين يُطلق عليهما تقسيمان اختزالان متتابعان - الانقسام الاختزالي الأول والانقسام الاختزالي الثاني.
- الانقسام الاختزالي الأول:
يبدأ هذا الانقسام عادةً بعد فترة الراحة التي تعرف بالمرحلة G2 أثناء دورة الخلية. خلال الطور البيني، يحدث تضاعف الحمض النووي لتكوين كروموسومات متماثلة تسمى كروماتيدات أخوية مرتبطتين معاً بواسطة مركز الهولوكسين. ثم تبدأ خمس مراحل أساسية:
* الطور البروفازي: فيه يبدأ تفكيك الشريط الدوراني ويتجمع الكروماتين للتشكل في شكل كروموسوم يمكن رؤيته تحت المجهر الضوئي العادي.
* الطوير ميتافازي: يتم ترتيب الكروموسومات بشكل واضح ومتساوي فوق خط الاستواء المحوري للجسم الخلوي، مما يشير إلى استعدادها للتجزئة بين الخليتين الابنتيتين.
* الطور الانفرزي: هنا تنفصل الكروموسومات المتماثلة للأب والأم وتمثل كل واحدة منها قطباً مختلفاً من الجسم الخلوي.
* الطور تيوفازي: يستمر الفصل ويتم إنشاء غشاء خلوي جديد لإنشاء خلايا ابنة جديدة تماماً وبنفس العدد من الكروموسومات ولكن نصف كميتها من الحمض النووي مقارنة بخلايا الأم البدائية.
- الانقسام الاختزالي الثاني:
بعد انتهاء الانقسام الاختزالي الأول مباشرة ودون إعادة تركيز DNA، تدخل الخلايا الجديدة طور آخر من الانقسام يسمى الانقسام الاختزالي الثاني. إنه مشابه جدًا لانقسام الميوز ولكنه ينتج أربع خلايا جديدة غير قابلة للإخصاب مرة أخرى بدلاً من إنتاج زيجوت واحد قابل للحياة. وهذا يعطي لنا أصل الخلايا المنوية عند الرجال وأكياس البويضات عند النساء والتي تحتوي جميعها على نسخة فريدة ومختلفة عن الأخرى بسبب التبادل والتوزيع العشوائيين للمواد الوراثية خلال عمليات الغزل اثنين.
في نهاية المطاف، يؤدي هذان النوعان من التقسيمات الاختزالية إلى إنتاج نسل متنوع ولذلك مهم جداً لبقاء الأنواع وانتشارها عبر الطبيعة بفضل القدرة على التكيف مع البيئات المختلفة والحفاظ على الصحة العامة للسلالة البشرية مثلاً ضد أمراض مختلفة والحفاظ على قوة واستقرار الجينات الأساسية بالحياة.
من الواضح مدى أهمية دراسة هذه الظاهرة العلمية ليس فقط لفهم كيفية العمل الداخلي لأجسادنا بل أيضاً لإمكانيات تطوير علاجات جديدة لحالات طبية معينة مثل السرطان وغيرها المرتبطة بالتغيرات في عملية التكاثر الخلوية الطبيعية.