يُعتبر القطب الشمالي أحد أكثر المناطق حيويةً لكنها أقل دراسة ومفهومة حتى يومنا هذا بسبب ظروف الطقس القاسية والمياه المتجمدة التي تحيط به. يُعرّف علم الجغرافيا القطب الشمالي بأنه المركز الدائري للأرض بالنسبة إلى خط الاستواء، وهو مكان يستقبل فيه الشمس الضوء بشكل مباشر خلال يوماً كاملاً مرة واحدة كل سنة أثناء فصل الصيف الشمالي. ومع ذلك، فإن تحديد الموقع الدقيق للقطب ليس سهلاً كما يبدو نتيجة للتغيرات الموسمية والحركية للمحيطات القطبية.
يتمركز القطب الشمالي داخل بحر القطب الشمالي، بين روسيا وكندا وألاسكا والنرويج وغرينلاند. هذه المنطقة محاطة بطوق من اليابسة المعروف باسم "دائرة القطب"، والتي تتضمن العديد من الأرخبيلاط مثل جزيرة بيوك وتسيليسكي وجزيرة إلفثام هاوس وغيرها الكثير. رغم أنه يمكن النظر إلى أي نقطة ضمن تلك الجزيرة كموطن جغرافياً للقطب الشمالي، إلا أن معظم الخرائط تثبت موقعاً مركزياً بالقرب من جزيرة إليفايسن كأكثر مواقع الاقتراب منه.
من الناحية البيئية، تعتبر منطقة القطب الشمالي فريدة جداً بسبب الظروف المناخية الصعبة للغاية. متوسط درجات الحرارة هناك تحت الصفر طوال العام باستثناء فترات قصيرة خلال فصلي الربيع والخريف عندما ترتفع قليلاً فوق درجة التجمد. بالإضافة لذلك، تغطي طبقة سميكة من الجليد البحري مساحات كبيرة من البحر مما يعيق الوصول إليها ويحد من الأنواع الحيوانية النباتية الموجودة فيها مقارنة بالمناطق الأخرى حول العالم.
وعلى الرغم من تحديات الحياة في هذه البيئة الشاقة، إلا أنها أيضاً موطن غني ومتنوع بالحياة البرية بما في ذلك الدببة القطبية، الرنة، الفقمات وأعداد كبيرة من الطيور البحرية المختلفة. علاوة على ذلك، يلعب القطب دور أساسي في النظام المناخي العالمي عبر التأثير على دورة المياه العالمية وحركة الرياح وبالتالي الأحوال الجوية العامة.
تشهد هذه المنطقة تغيرات سريعة نتيجة لتغير المناخ العالمي؛ حيث يسجل العلماء انخفاضاً ملحوظاً في كثافة وسمك الجليد البحري السنوي منذ العقود الأخيرة - وهي مؤشرات مثيرة للقلق بشأن مستقبل الحياة الطبيعية والصحة البشرية المرتبطة ارتباط وثيق بالأحوال البيئية لهذه المنطقة المنعزلة ولكن المؤثرة عالمياً.