كلمة "كرنفال"، ذات المنشأ الإيطالي، تعني حرفيًا "ترك اللحم". إنها مفصلة من الجذر اللاتيني "carnivale"، والذي يقصد به الفترة التي يتركون خلالها المؤمنون تناول اللحوم قبل دخول فترة الصوم الكبير، والتي تبدأ عادةً بيوم الأربعاء الرماد. يعود تاريخ الكرنفال إلى القرون الأولى للمسيحية، لكن جذوره ترجع ربما لعصور ما قبل الميلاد.
في الأصل، كان الكرنفال رومانياً، يُقام تكريمًا لإلهاتهم المحبوبين وستورن وساتور. كانت هذه الاحتفالات تتضمن الكثير من الخلاعة والتجاوزات، مما جعل بعض الطوائف الدينية لاحقًا تشدد الرقاب عليها. ولكن رغم التحفظات والدعوات للتقييد، فإن الكرنفال ظل جزءًا مهمًا ومحببًا لدى كثير من المجتمعات.
مع انتشار الحضارة الأوروبية عبر الأمريكتين وآسيا، انتقل الكرنفال أيضًا، وأصبح حدثًا ثقافيًا عالميًا ذائع الصيت. اليوم، يمثل الكرنفال مجموعة متنوعة من العادات والعروض المختلفة حسب البلد والثقافة، بما فيها المشي في المواكب الشعبية الملونة، وتقديم المسرحيات والمهرجانات، واستخدام الأقنعة المستوحاة غالبًا من التراث الثقافي المحلي أو التاريخي.
ومن أهم مثال على ذلك: كرنفال مونتيفيديو الشهير بالأوروغواي قبيل صومه الكبير; وكذلك فعاليات بوليفيا في مدينتها أرورو التي تستمر لساعات طويلة ومعروفة برسوماتها الجميلة للأقنعة والشخصيات الأسطورية. وبذلك يمكن اعتبار الكرنفالات ظاهرة مشتركة تجمع بين الفنون التقليدية والإبداع الإنساني بغض النظر عن اختلاف العقائد والأديان.