تعكس نظرية جون بياجيه، عالم النفس السويسري البارز، رؤية فريدة حول كيفية نمو القدرات العقلية والمعرفية لدى البشر خلال حياتهم. وفقاً لبياجيه، يخضع النمو العقلي لعدة مراحل رئيسية تتميز بتطور معقد للتفكير والوعي. تتضمن هذه المراحل ما يلي:
1. المرحلة الحسية-الحركية (من الولادة حتى سن العامين)
خلال مرحلة الطفولة الأولى، يركز الجنين والنوم حديثي الولادة بشكل أساسي على استكشاف بيئتهم باستخدام حواسهم وأفعالهم البدائية. يتميز هذا الوقت بافتتان بالأجسام القريبة وظهور مفاهيم بسيطة مثل "دوام الشيء"، مما يعني إدراك أن الأشياء الموجودة بالفعل تستمر حتى وإن لم تكن مرئية مباشرةً. بالتزامن مع تقدم العمر، يستطيع الرُضع تطوير صور ذهنية أولية للبيئة المحيطة بهم عبر مخيلاتهم وحركات أجسادهم.
2. مرحلة ما قبل العمليات الرسمية (سنوات ما بين الثاني والسابع)
بين سن الثانية والسنة السابعة تقريبًا، ينطلق صغار السن نحو اكتساب قدرات أكثر تعقيدًا فيما يتعلق بالإدراك والتفاعل الاجتماعي وتعزيز مهارات الإبداع الفني والإنتاج الكتابي. ومع ذلك، فإن تنميةِ ذاكرتهم غالبًا مانقتصر على تجارب حالية وليس لها ارتباط مباشر بجوانب الحياة اليومية العامة. ولا يزال تركيزهم مضيقًا بشأن الذات ("التمركز الذاتي") وقد يعانون لتأويل المفاهيم الخطيرة كمفهوم الغياب الدائم والمؤكد لأشياء محددة رغم رؤيتها سابقاً بطريقة مشابه لما رأوه سابقا داخل كأس متفاوتة الشكل والحجم لكن بنفس كميات المياه التي تحملها كل منها.
3. مرحلة العمليات التكوينية (من حوالي الصف الثالث وحتى مطلع فترة المراهقة)
امتداد لهذه الفترة التعليمية الأساسية - والتي تبدأ عموما بحلول بداية دراسة الرياضيات والطبيعيات الأساسيين-, نجد طفلاً أصبح مؤهلًا لاستعمال منطق منطقي بدائي تجاه المواقف الواقعية المرئية أمامه فقط! هنا أيضاً يتخلّص الأطفال تدريجيّا من تصوره للحياة بأن محورها هم انفسهم وحدود معرفتهم الخاصة الصغيرة, بل يحاول فهم منظور آخرين خارج دائرة وجداناتهم الضيقة. بالإضافة لذلك، يزداد اهتمام الطلاب بهذا الزمان بإحكام قضبان التحليل المنطق العلمي لحالات تحول المواد المختلفة وبالتالي توسيع المدارك لديهم بخصوص قوانين الطبيعة الفيزيائيّة.
4. مرحلة التشكل (بعد بلوغ العاشرة وما بعد)
بشكل دورانيوبدائي عام جديد يأتي مصاحباً لعهد جديد من التصورات الأخلاق والاجتماعية الأكثر جدة وصلابة لدى الإنسان الناشئة أخير لإعادة تشكيل طريقة إدراجه للعالم المحيط بكل جوانبه. وفِي ظل حالات الإنضمام المؤلمة لمنطقة شبكات اجتماعية جديدة ومنظماتها الثقافية المحلية ودوائرها الاجتماعية الواسعـة_, سوف تمر حياة طفلنا المترقب بكل زمام تأمل فلسفية قوية جدًا–حيث تغطي مجالات واسعة كالآفاق الروحية والخلقية والعاطفية-- الأمر الذي يؤدي لصياغته نظام اعتقاد شعوري واضح وغاية في الوضوح وكذلك احداث نقله نوعيه كبري فى قدرته علي الاجرائات الادراكه ذات المستوى الاحرى .
