تُعتبر أحلام اليقظة ظاهرة نفسية فريدة ترافق الكثير من الأشخاص خلال مراحل مختلفة من حياتهم، ولكنه أكثر شيوعاً بين فئة الشباب. فهي وسيلة خفية يستخدمها الدماغ لإشباع رغباته وتحقيق آماله بطريقة غير مباشرة عبر تصورات خيالية. يمكن وصفها بأنها "العالم الآخر" الذي تخترعه الذات داخل ذهننا عندما نشعر بإحباطٍ شديد نتيجة عدم قدرتنا على تحقيق بعض الأهداف الحياتية. إنها كالملاذ الآمن الذي ينسحب إليه المرء فراراَ من واقع مؤلم.
دراسة لأحوال شباب اليوم وإدمان أحلام اليقظة
في عصر مليء بالتحديات والتغيرات المتلاحقة، أصبح الشباب أكثر عرضة للإصابة بحالات الإحباط الناجمة عن توقعات عالية لم تُتح لها الفرصة للتحقق بسرعة. الحرمان المستمر للأجيال الشابة من فرص التحقيق الذاتي والدافع الغريزي نحو التغيير، كل ذلك يؤدي بهم للسعي خلف حياة مثالية وهمية بعيدا عن متناول اليد. ربما يكون السبب الرئيسي لذلك يرجع لقصر نظر البعض وعدم إدراك قيمة الزمن وفائدته كمصدر للحصول على نتائج طويلة المدى بدلاً مما يسعى إليه المراهقون وهو القبول الاجتماعي والنضوج المبكر.
مساوئ واستخداماتها المضادة
بالرغم من كون أحلام اليقظة ملاذا هادئا للشباب المرهق، إلّا أنها تحمل مخاطر كبيرة إذا تجاوزتها حدود المعقول وأصبحت مانعا رئيسيا لشغل الشخص بنفسه بعالم آخر عوض التركيز بما حوله. قد تؤثر بالسلب على أدائه الأكاديمي والمهني وعلى العلاقات الاجتماعية والإنتاج العام للعضو الواحد داخل المجتمع. مع مرور الوقت ستعتمد شخصية المصاب بها اعتمادا كاملا عليها لتكوين بيئة جديدة مغايرة لما يحيط به حتى وإن كانت ضارة بصورة عامة وبصحة عقله خاصتا.
حلول عملية للقضاء على وقع أحلام اليقظة
لتجنب الوقوع تحت وطأة احلام يقظة مستمرة، يجب تنمية الروابط المجتمعية وزيادة التواصل مع الأقارب والمقرّبين ومعرفة رايهم حول خطواتك التالية عمليا ودينياً. بالإضافة لذلك، هناك طرق أخرى مفيدة مثل كتابة رؤيتك الشخصية لحاضر ومستقبل مجهولتين باستخدام تقنية الرسم والكتابة الفنية لتلك الرسومات لمساعدتك برسم خارطة الطريق الخاصة بك خارج دائرة الاحتمالات الوهمية الموجودة ضمن مجال اهتمامك الحالي. أخيرا وليس آخراً ، فالنشاط البدني المنتظم وتمارين التأمل والاسترخاء تعد جزء أساسي فى التعامل مع حالتك النفسية بالحياة العملية الحقيقة .
