الهجرة هي عملية الانتقال الدائم أو المؤقت للأفراد أو الجماعات من مكان إقامتهم الأصلي إلى موقع آخر بغرض الاستقرار العابر أو الدائم. هذا المصطلح يشير إلى تنقل البشر عبر الحدود الوطنية بحثاً عن فرص اقتصادية، سياسية، اجتماعية، وحتى بيئية أفضل. يمكن تصنيف هذه العملية بعدة طرق حسب الأهداف والتوجهات المختلفة للمهاجرين.
من الناحية التاريخية, كانت الهجرة وسيلة رئيسية لتوسيع نطاق التأثير الثقافي والحضاري بين المجتمعات الإنسانية. وقد ساهمت بنسب كبيرة في تبادل المعرفة والتقدم العلمي والفني. كما لعبت دوراً حيوياً في تشكيل التركيبة السكانية والثقافية للدول المستقبلة للهجرة.
في السياقات الاقتصادية الحديثة, تعدّ الهجرة عاملاً أساسياً في تعزيز النمو الاقتصادي في البلدان المضيفة لها؛ وذلك بسبب المساهمات التي يقدمها المهاجرون سواء من خلال القوى العاملة الجديدة التي يدخلون بها السوق المحلي، أو كمدخرات يستثمرها أفراد مجتمعاتهم الأصلية خارج البلاد. لكن رغم الفوائد العديدة المرتبطة بالهجرة، إلا أنها غالباً ما تواجه تحديات وصعوبات عديدة مرتبطة بتكييف المهاجرين مع البيئة الجديدة والقضايا الاجتماعية مثل الاندماج وتكامل الثقافات.
بالإضافة لذلك، تعتبر الهجرة ظاهرة حساسة تتطلب اهتماماً متواصلاً وحلولاً مستدامة لضمان حقوق الإنسان وكرامته لكل شخص مهما كان مصدر هجرته. ويتعين على الحكومات والمؤسسات الدولية العمل بشكل مشترك لتحسين سياسات وممارسات الهجرة بما يعزز السلام والاستقرار العالمي ويحقق مصالح طرفي المعادلة أي الدول المصدرة والمستقبلة للهجرة.
