ابن مالك، جمال الدين محمد بن عبد الله بن مالك الطائي الجياني، هو أحد أبرز أعلام النحو العربي في التاريخ الإسلامي. وُلد في مدينة جيان الأندلسية عام 600 هجري، وتوفي في دمشق عام 672 هجري. اشتهر ابن مالك بكتاباته النحوية، خاصةً "الألفية"، التي تعتبر من أهم المراجع في هذا المجال.

بدأ ابن مالك رحلته العلمية في جيان، حيث تلقى العلم على يد كبار الشيوخ مثل أبي الحسن ثابت بن خيار. ثم انتقل إلى دمشق حيث واصل دراسته على يد علماء بارزين مثل أبي صادق الحسن وأبي الحسن ابن السخاوي. خلال حياته، عمل ابن مالك مصنفًا في الجامع والتربة العادليتين، كما نظم الشعر بسهولة.

من أهم مؤلفات ابن مالك "شرح الكافية الشافية" في النحو والصرف، والذي يعد مرجعًا أساسيًا في هذا المجال. كما ألف "الألفية"، وهي ملخص لشرح الكافية الشافية، والتي أصبحت مرجعًا أساسيًا للطلاب والباحثين في النحو العربي. بالإضافة إلى ذلك، كتب ابن مالك "سبك المنظوم وفك المختوم" في النحو، و"شواهد التوضيح" في التصحيح لمشكلات الجامع الصحيح، و"لامية الأفعال"، و"التسهيل" وشرحه.

تُظهر مؤلفات ابن مالك اهتمامه الكبير بالقرآن الكريم والحديث النبوي، حيث استشهد بهما بكثرة في كتاباته. كما يُذكر أنه كان يكرّس وقته للصلاة والتلاوة وقراءة الكتب وتصنيفها.

بفضل جهوده، أصبح ابن مالك مرجعًا مهمًا في النحو العربي، وتتلمذ على يديه العديد من العلماء البارزين مثل الشيخ النووي وبهاء الدين بن النحاس. إن إرثه العلمي لا يزال مستمرًا حتى يومنا هذا، حيث تُعتبر مؤلفاته من أهم المراجع في مجال النحو العربي.