الديموغرافيا هي فرع هام من العلوم الاجتماعية يختص بدراسة الخصائص والتطورات السكانية لمجموعات بشرية محددة. هذا المجال متعدد الجوانب ويتناول جوانب مختلفة للسكان مثل العمر، الجنس، التعليم، الحالة الاقتصادية والهجرة.
تعود جذور البحث الديموغرافي الحديث إلى القرن السابع عشر عندما بدأ العالم البريطاني جون غرونت تحليل البيانات المتاحة له بشأن الوفيات والمواليد في مدينة لندن. كان لهذه الدراسات تأثير كبير وألهمت باحثين آخرين مثل Gotthelf Ordung وJohan Seilch لتوسيع نطاق التحقيقات ليشمل مناطق أخرى داخل أوروبا.
في القرن الثامن عشر، شهدت أوروبا تطوراً ملحوظاً في مجال الضمان الاجتماعي والصحة العامة مما أدى بدوره إلى زيادة الطلب على بيانات دقيقة حول الولادات والوفيات. أدى ذلك إلى اعتماد الحكومات الأوروبية لإصدار شهادات ميلاد رسمية واستخدامها في جمع وتحليل البيانات السكانية.
خلال القرن التاسع عشر، اكتسبت الدراسات الديموغرافية شعبية كبيرة خاصة في البلدان الصناعية بسبب اهتماماتها المشتركة بمعدلات الخصوبة والموت. وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية، توسعت مجالات البحث لتشمل فهم أفضل لكيفية استخدام هذه البيانات لتحسين السياسات والاستراتيجيات الوطنية.
منذ نشوئه، أصبح الاتحاد الدولي لدراسات سكّان الإنسان مؤسسة رائدة في تعزيز تبادل المعرفة والخبرات فيما بين الباحثين حول العالم. يعكس تقدم علوم الديموغرافيا الحاجة الملحة لفهم ديناميكية المجتمعات المختلفة بشكل أفضل واتخاذ القرارات بناءً على رؤية مستقبلية مستنيرة بالأرقام الواقعية.
