كتاب "رسالة الصحابة" لابن المقفع هو عمل أدبي وفلسفي مهم يعود تاريخه إلى القرن الثاني الهجري. يعتبر هذا الكتاب من أوائل الأعمال الأدبية العربية التي تناولت موضوع الحكم والسياسة، مستوحاة من التقاليد الفارسية واليونانية.
يُعرف ابن المقفع، وهو مترجم وكاتب بارز، بترجمته لكتاب "كليلة ودمنة" من السنسكريتية إلى الفارسية، ثم إلى العربية. وقد كتب مقدمة لهذا الكتاب، والتي تعتبر بمثابة "رسالة الصحابة". تتضمن هذه المقدمة نصائح وأفكار حول الحكم والسياسة، مستمدة من التقاليد الفارسية واليونانية.
يُعتبر كتاب "رسالة الصحابة" من الأعمال الأدبية البارزة في العصر العباسي، حيث يجمع بين الفلسفة السياسية والأدب العربي. يركز الكتاب على أهمية الحفاظ على تراث الأقدمين، خاصة اليونانيين والفارسيين، مع التركيز على القيم الإسلامية مثل العدالة والرحمة.
تُظهر رسالة ابن المقفع تأثيرًا كبيرًا على الأدب العربي اللاحق، حيث أصبحت موضوعات مثل الحكم والسياسة جزءًا أساسيًا من الأدب العربي. كما أثرت هذه الرسالة على كتابات أخرى مثل "كتاب الأدب الكبير" لابن المقفع نفسه، والذي يتضمن نصائح للحكام والوزراء.
بالإضافة إلى ذلك، تُظهر رسالة ابن المقفع أهمية البلاغة والإيجاز في الكتابة، حيث يقدم أمثلة على ذلك في رسالته إلى هرقل عظيم الروم. كما يسلط الضوء على أهمية الورع في المكاتبة، مستشهدًا بقول النبي محمد ﷺ: "سلام على من اتبع الهدى".
بشكل عام، يعتبر كتاب "رسالة الصحابة" لابن المقفع عملًا أدبيًا وفلسفيًا مهمًا يعكس تطور الأدب العربي في العصر العباسي، ويقدم رؤى قيمة حول الحكم والسياسة من منظور عربي إسلامي.
