في عالم علم النفس، يعدّ الشخص العنيد ظاهرة مثيرة للاهتمام تستحق الدراسة والتفحص. يُعرف هؤلاء الأشخاص بمواجهتهم الحازمة لأفكارهم وأراءهم، مما ينتج عنه استجابة ملحوظة للتغيرات الخارجية، خاصة تلك التي يقودها الآخرون. هذا النوع من السلوك يتمثل في رفض التخلي عن الرأي الخاص، والدفاع المستمر عنه بغض النظر عن الظروف. قلوبهم تصر دائمًا على "لا"، كما لو كانت تلك هي الطريقة الوحيدة للقيام بالأشياء. لكن الأمر ليس بسيطًا كما يبدو.
ليس العناد حالة ثابتة لدى الجميع؛ بل هو قابل للاستثار من خلال مجموعة متنوعة من المحفزات. يعزو علماء النفس هذا إلى طبيعة السلوك البشري العام الذي يدفع نحو تحقيق المكاسب وتجنب الألم. هنا تكمن العديد من الدوافع التي تؤجج نيران العناد:
- مكاسب وشيكة: قد يستغل البعض عناده لتحقيق أهدافهم الخاصة، سواء أكانت مادية أم معنوية. إنه وسيلة لتأكيد الذات والحفاظ عليها.
- رد فعل دفاعي: في مواجهة الضغط المجتمعي أو التحكم الخارجي، يمكن للعناد أن يصبح شكلًا من أشكال الدفاع الذاتي لمنع فقدان الاستقلال والإرادة.
- التناقضات الشخصية: بالنسبة لشخصيات أخرى، قد يكون الاختلاف في الآراء أو النظريات أو ذوق الحياة عاملاً رئيسياً في تعزيز العناد. إنهم مصرون على رؤية العالم بطريقتهم فقط، مستعدين لبذل قصارى جهدهم لحماية رؤاهم الفردية.
- الأمان الداخلي: الشعور بخطر خارجي -قد يكون مجرد وهم- يمكن أيضا أن يؤدي إلى زيادة درجة العناد كرد فعل طبيعي للأزمات المفترضة.
- إدارة المشاعر: قد يستخدم بعض الأفراد العناد كوسيلة للإطلاق السلبي، إما لرغبة خفية في إيذاء الآخرين أو كطريقة غير مباشرة للتعبير عن الغضب والكراهية المخفية خلف واجهة خارجية تبدو متماسكة ومتحضرة.
تتميز شخصية العناد بعدد من الخصائص المميزة:
- الإرادة والقوة: لديهم عزيمة هائلة وصلابة ذهبية تشكل أساس قدرتهم على المثابرة حتى النهاية مهما بدت الأمور شاقة.
- الحرية الفكرية: فهم لا يخضعون لقواعد المجموع، وليس لديهم مانع بشأن كونهم فريدا في معتقداته وعلاقاته الاجتماعية بما أنه يحترم اختياره الحر بحرية كاملة.
- الرؤية الواحدة: عدم القدرة على قبول الخطأ أو الهزيمة جزء أساسي من تركيبتهم المعرفية والنفسية بشكل عام. إنها طريقة لهم لدعم عقيدتهم بأن وجهات نظرهم صحيحة دائمًا بدون شكوك مطلقاً!
- العمل المنفرد: كثيرًا ما تجد هذه الشخصيات أنها أكثر نجاحًا عند العمل بمفردها لأن مزاجها القتالي الطبيعي يعمل ضد أي تدخل محتمل أثناء تنفيذ مهمتها الرئيسية وهي التأكد من الوصول للهدف المتفق عليه مسبقاً بكل قوة واستقامة .
- عدم المطابقة ظاهرًا فقط: قد توافق بصوت عالٍ بينما تقوم بالفعل باتجاه آخر غير الذي طُلب منها القيام به فعليا وهو أمر ليس مفاجئا بالنظر لما سبق وصفه سابقا لهذه الحالة تحديدا !
6- رد الفعل العدائي : يمكن ان يصل الامر بهذا الانفعال الى مرحلة الجدال المرير اذا حاول احد اقناعهم فيما تخالفونه فيه ، فقد تصبح صفات مثل الانفعال الزائد واضطراب اعصابهم واضحا اثناء سير نقاش كهذا الحدث الشائع بين اصحاب الطباع الثابتة الذين انتقل بنا شرح حالتهم الي هنا اليوم .