الأنثروبولوجيا الاجتماعية هي فرع من فروع علم الأنثروبولوجيا الذي يُعنى بدراسة الإنسان كمخلوق حي يغمر نفسه في المجتمعات المعقدة. ينبع مصطلح "Anthropology" من الكلمتين اليونانيتين "Anthropos"، بمعنى الإنسان، و"Logia"، بمعنى علم، مما يجعل معناها حرفياً "علم الإنسان". وقد تطورت هذه المجال الأكاديمي منذ نهاية القرن التاسع عشر ليصبح أحد الركائز الرئيسية لفهم الثقافة البشرية والسلوكيات الاجتماعية.

يمكن تقسيم الأنثروبولوجيا الاجتماعية إلى عدة فروع رئيسية:

1. أنثروبولوجيا الشعوب البدائية: تستعرض هذه الدراسات حياة وانظمة الشعوب التي سبقت الحداثة والتاريخ المكتوب، باستخدام الآثار وغيرها من الأدلة القديمة لإلقاء الضوء على تاريخ الأمم والشعوب الحديثة وتقدمها عبر الزمن.

1. الأنتروبولوجيا الاجتماعية المقارنة: تركّز بشكل أساسي على تحليل وتقييم سمات مختلف المجتمعات والثقافات بناءً على مجموعة محددة من المبادئ والمعايير. تُعتبر نتائج هذه الدراسات أساساً مهماً للتخطيط الحكومي والاستراتيجيات الدولية، إذ تساعد البلدان على فهم خصائص شعوبها قبل وضع السياسات المناسبة.

بالإضافة لذلك، ترتبط الأنثروبولوجيا الاجتماعية ارتباطاً عميقاً بعدة علوم أخرى بما فيها الفلسفة وعلم الاجتماع والبيولوجيا. فيما يلي بعض التفاصيل حول تلك الروابط:

* الفلسفة: تشترك الأنثروبولوجيا والفلسفة في أصولهما اليونانية المشتركة وينصب اهتمام كل منهما على استكشاف طبيعة وجود الإنسان ونظرته للعالم. كون الفلسفة تركز على إدراك الذات واستيعاب الواقع الحياتي للإنسان، فإن مدارات بحثها متداخلة بدرجة كبيرة مع مجال الأنثروبولوجيا.

* علم الاجتماع: يشكل علم الاجتماع جزءاً لا يتجزأ من الانثروبولوجيا الاجتماعية لأنه يسعى لاستخلاص القواعد القانونية للظواهر الاجتماعية سواء داخل نطاق المجتمع الواحد أو بين ثقافات مختلفة. بذلك يعمل هذان العلمان جنباً إلى جنب لاستكشاف الديناميكيات الداخلية والمستويات الأعلى للتفاعلات البشرية ضمن السياقات المختلفة.

* علم البيولوجيا: يساعد معرفتنا بالأصول الوراثية والجسدية للسلالة البشرية -كما تقدمها البيولوجيا- علماء انثروبولوجيين على فهم تأثير هذه الصفات الوراثية على سلوك الأفراد وسلوك الجماعات كوحدات أصغر داخل مجتمعات أكبر بكثير. تتمثل الرؤية الشاملة لهذه العلاقات الثلاث في تحقيق توازن دقيق بين التركيب الفيزيولوجي الأساسي والإطار الاجتماعي الأكبر خارجياً والذي يقوم بتشكيله.

هذه الصورة المركبة لعلم الانثرولوجيا الاجتماعية توضح تنوع وجهات نظرها وتعدد مجالات تطبيقها العملية، بما يتيح نهج شامل ومتكامل نحو فهم أكثر عمقا لكيفية عمل المجتمع البشري ودوره العالمي الأعمق درون النظام الطبيعي للأرض.