"مذكرات نيلسون مانديلا"، هذه ليست مجرد مجموعة من الصفحات؛ إنها قصة رحلة بطل لدحر الشر والتحرر. هذا العمل الأدبي الثمين، والذي يعد أحد أهم الأعمال ضمن أدب السيرة الذاتية، ينقسم إلى 496 صفحة مليئة بالحكايات المؤثرة والأمثلة التعليمية. نشرت دار النشر الشهيرة "المطبوعات" الطبعة الأولى من الكتاب في تشرين الأول عام 2010، وهو متوفر الآن بكلتا النسختين الورقية والإلكترونية باللغة العربية.

يتعمق نيلسون مانديلا، الزعيم التاريخي لجبلة مقاومة الفصل العنصري، في عمقه الشخصي لإلقاء الضوء على تجاربه وأوقات النضال الطويلة والصعبة. يروي الكتاب قصة تحدياته المتعددة أثناء قيادته لمقاومة التمييز العنصري في جنوب أفريقيا. يعرض كيف تم سجنه لأكثر من 27 سنة وكيف تغلب على تلك التجربة الصعبة. كما يستعرض أيضًا الأحداث السياسية التي شهدتها البلاد في فترة توليه السلطة.

الإيجابية والثبات هما الرسالة الرئيسية التي يتم نقلها من خلال اقتباساته العديدة. يقول مانديلا: "الجسد البشري قادر بشكل مذهل على التأقلم مع الظروف القاسية... يمكن للإنسان التحمل أكثر مما قد يبدو مستحيلاً إذا ظل الروح ثابتة وحازمة". ويضيف: "التعليم هو أقوى محفِّز للتحسين الذاتي. إنه الذي يسمح لبنت الفلاح بأن تصبح طبيبة وبابن المنقب بأن يصبح مديرًا لمنجمٍ وبابن العامل بمزرعة أن يقود دولة عظيمة".

يشدد كذلك على تعاطفه الإنساني قائلاً: "العطف الإنساني يوحد بيننا -ليس بالشفقة ولا التساهل بل كمخلوقات تعرفت على كيفية تغيير معاناتنا المشتركة إلى أمل بالمستقبل." ويعبر عن رؤيته حول دور المناضل كما يلي: "أنا دائماً اعتقدت أنه في سبيل حرية الإنسان عليه أن يضميد حساسياته الشخصية التي تفرده عن الآخرين وتمنع عنه الانضمام إلى حركة شعبية ضخمة. فالذي يجاهد يعمل لصالح ملايين الناس وليست لفرد واحد فقط..."

كان نيلسون مانديلا شخصية تاريخية بارزة في قيادة حركة مكافحة النظام العنصري في جنوب إفريقيا خلال القرن العشرين. ولد عام ١٩١٨ وتوفى عام ٢٠١٣ بعد حياة حافلة بالإنجازات تتضمن جائزة نوبل للسلام لسنة ١٩٩٣ بالإضافة لتوليه منصب الرئيس الأول لجنوب إفريقيا منذ السود منذ العام ١٩٩٤ حتى نهاية حكمه سنة ١٩٩٩. تشمل كتبه الأخرى "مسيرة طويلة نحو الحرية"، و"سنوات الرئاسة"، و"رسائل نيلسون مانديلا أثناء الاعتقال السياسي".