في سياق الاقتصاد الحديث، غالباً ما يتم استخدام مصطلحات "البنك" و"المصرف" بالتبادل، لكن هناك اختلافات جوهرية بينهما ستكون هذه الدراسة تحليل مفصل لها. سنتناول طبيعة العمل وأهداف كل منهما بشكل واضح ومنفصل لكل طرف لتوضيح الفروقات بدقة.
ماهية البنوك:
تعتبر البنوك مؤسسات مالية محورية في النظام الاقتصادي العالمي اليوم. نشأت فكرة البنوك كوسيلة لإدارة الأموال وتسهيل المعاملات المالية بين الأفراد والشركات والحكومات. تلعب دوراً أساسياً باعتبارها حلقات وسطى تقوم بتجميع المدخرات المجتمعية واستخدامها لتمويل الاستثمارات المختلفة عبر القروض والإقراض. تشتهر البنوك أيضاً بقدرتها على التأثير الكبير على السياسات النقدية للحكومات بسبب قدرتها على إدارة العرض والطلب للسيولة داخل السوق. على سبيل المثال، عندما تحتاج الحكومة إلى زيادة الإقراض لدعم النمو الاقتصادي، قد تتدخل البنوك المركزية لتحفيز عمليات الإئتمان مما يؤدي لتغير معدل الفائدة وغيرها من أدوات السياسة النقدية الرئيسية.
ماهية المصارف:
من جهة أخرى، يمكن اعتبار المصارف نوعاً أكثر تخصصاً من البنوك والتي تركّز عادةً على خدمات الـِـإِبْراق الإسلامية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية وفق أحكام الفقه الإسلامي. يختلف طريقة عمل المصارف عن تلك التقليدية حيث أنها تستبعد الربا تماما وتعطي أولوية للتجارة والاستثمار المشترك والتشارك في المخاطر والأرباح والأرباح فقط حسب عقد البيع الجائز شرعا مثل المضاربة والمشاركة والسلم وغيرها . إن هدفها الرئيسي ليس مجرد حفظ المال وإنما المساهمة بشكل فعال في تنمية مجتمعها المحلي والدولي أيضًا بطرق تعكس القيم الأخلاقية والعقائدية للمجتمع الإسلامي.
ختاماً وليس انتهاءً، فقد أصبح فهم الاختلافات الأساسية بين كلا القطاعين ضروريًّا لفهم كيفية تأثير قراراتها التشغيلية واستراتيجياتها طويلة المدى التي تؤثر مباشرة على الحالة العامة للاقتصاد من حول العالم.
