لطالما اشتهرت مطابخ الأردن بطابعها المتنوع والمميّز، حيث تعكس كل منطقة فيها ثقافتها وهويتها الخاصة فيما تقدمه من أطعمة ومأكولات. وفي هذا السياق، تعتبر ليبيا واحداً من هذه المناطق التي تحتضن مجموعة فريدة ومتنوعة من الأطباق الشهية والتي تشتهر بها منذ القدم حتى اليوم.
تلعب اللحوم والخضروات دوراً محورياً في معظم الوصفات التقليدية الليبية، بالإضافة إلى استخدام الأعشاب والتوابل المختلفة لإضفاء لمسة خاصة على طعم وجباتهم الغذائية. ومن الأمثلة البارزة لهذه الوجبات "بازين"، وهو طبق شعبي يستخدم فيه الدقيق والشعير لتحضير عجين يشابه نوعاً ما المعكرونة الطازجة. يتم طبخه لاحقاً باستخدام مرق اللحم الغنية بالبهارات والحمص والحلبة، مما يعطي للطبق نكهة مميزة وغنية بالنكهات الشرق أوسطية التقليدية.
أما بالنسبة لأحد أنواع السلطات الشعبية فهو "سلطة المغربية" الحارة التي تجمع بين العديد من المكونات مثل البصل المقلي والثوم المهروس وزيت الزيتون وصلصة الطماطم الحمراء والخيار المقطع والأعشاب البرية الموسمية كالكزبرة والبقدونس وغيرها الكثير! ويتضمن ذلك أيضاً إضافة رقائق الفلفل الأحمر الحار للحصول على نكهتها المنعشة. إنها طريقة مثالية للاستمتاع بمزيج رائع ومفيد صحياً للغاية!
ومن الأطباق الأخرى الجديرة بالذكر "المرفوسة"، وهي عبارة عن حساء سميك وخفيف يتكون أساساً من خبز مسلوق مغموس بنظام معجون طماطم غني بالتوابل المشكلة والقرفة وشرائح البطاطس والجزر المطبوخة جيداً. ويقدم هذا الطبق بشكل عام خلال المناسبات الاجتماعية والعائلية، وكثيراً ما يرافقه جانب جانبي صغير من الشوربة المصنوعة منزلياً والتي تضيف المزيد من الرونق والنكهة للأطباق الرئيسية المرتبطة بالعائلة الليبية.
وبعيداً عن هذه الأنواع الثلاثة الأخيرة، هناك عشرات الآلاف من الأطباق الأخرى المنتشرة بكثرة داخل المجتمع الليبي - بما فيها المخبوزات والمعجنات وأنواع مختلفة من المقبلات الجانبية وكذلك مشتقات منتجات الألبان بأنواعها المختلفة...إلخ-. ولكن يبقى الشيء الواضح حقاً هو مدى أهميتها الثقافية والدينية لدى أهل البلاد نفسها؛ فالقيم الغذائية العالية المستخدمة في صنع تلك الأطباق تساهم جميعها في تعزيز الصحة العامة وصحة سكان المنطقة عموما. وبالتالي فإن حب الناس لتلك الأكulate مرتبط ارتباط مباشر بحقيقة أن لديهم اعتقاد راسخ حول كون تلك الطعام ليس مجرد وجبة بل جزء أساسي ومعتقد اجتماعي ترتكز عليه مجتمعاتها وتاريخها الغني بتاريخ طويل يرجع جذوره لعصور سحيقة مضت.
