- صاحب المنشور: علية بن قاسم
ملخص النقاش:
في عصرنا الحالي الذي طغت فيه التكنولوجيا على كل جوانب الحياة، يبرز تساؤل محوري حول مدى توافق هذه الثورة الرقمية مع تعاليم الإسلام. هل يمكن اعتبار استخدام التقنية امتدادًا طبيعيًا لنهج حياة يتسم بالتطور والابتكار كما يدعو إليه الدين نفسه، أم أنها تشكل تحديًا للنظام الأخلاقي والمعرفي للإسلام؟ هذا المقال يستكشف العلاقة المعقدة بين التكيف المتسارع للتكنولوجيا والتقاليد الإسلامية الراسخة، موضحاً الفرص والتهديدات المحتملة وكيف يمكن تحقيق التوازن الصحيح.
الفوائد والمخاطر المحتملة للتقنية
على الجانب الإيجابي، أتاحت لنا التكنولوجيا طرق جديدة ومبتكرة لإدارة أعمالنا الشخصية والدينية، مثل خدمات الصلوات عبر الإنترنت وبرامج القرآن الكريم التعليمية وأدلة الفتاوى الإلكترونية. تقدم الشبكات الاجتماعية ومنصات التواصل المنابر اللازمة للمناقشات الدينية وتعزيز الروابط الأسرية والاجتماعية. بالإضافة لذلك، فإن تقنيات الذكاء الاصطناعي لها القدرة على تحسين الوصول إلى المعلومات الدينية وفهمها بشكل أفضل، مما يعزز من فقه الحديث ويوسع نطاق التعلم المستمر للعلم الشرعي.
ومع ذلك، تجلب التكنولوجيا أيضًا مخاطر جدّية تتطلب الحذر الشديد. تعد وسائل الإعلام الاجتماعية مساحة مليئة بالمحتوى غير المناسب والذي قد يؤدي إلى انحراف الشباب عن الطريق القويم بحرية أكبر. كذلك، إن استغلال البيانات الشخصية واستخدام التقنيات الاستخباراتية ربما ينتهكان خصوصيتنا ويمكن اعتبارهما غزوًا لنوع جديد تمامًا من "الغزو" الشخصي. علاوة على ذلك، هناك خطر إدمان الانترنت أو ما يعرف بالـ "Addiction Digital"، وهو أمر مقلق خاصة لدى الأطفال والشباب الذين يقضون وقت كبير أمام شاشات الهاتف والحاسوب المحمول.
ضوابط الموازنة بين التكنولوجيا والإسلام
لحماية المستخدمين المسلمين من أي تأثير سلبي محتمل، هناك حاجة ملحة لتطبيق مجموعة صارمة ولكن مرنة من الضوابط والقواعد التي تضمن الاستخدام الأمثل لهذه الأدوات الحديثة دون المساس بالقيم الإسلامية. يُعتبر احترام الوقت كمحور مهم حيث يشجع الإسلام العمل الجاد والاستثمار النافع للوقت فيما يفيد الدنيا والأخرى؛ لذا يجب التحكم بكيفيه قضاء أوقات طويلة خلف الشاشة حتى يتم اتمام الاعمال المفيدة والعبادات الأساسية الأخرى ضمن الجدول الزمني اليومي المنتظم دون تأجيل.
كما أنه من المهم التأكد بأن جميع المحتويات التي يتم عرضها وتجاذبها ليست ضد العقيدة الإسلامية ولا داعِ للإباحية والصراحة الخاطئة وغير المقننة حسب الآداب العامة للدين والشرع المطهر -حيث تستطيع الأنظمة التربوية والعائلية فرض رقابة أبوية مفيدة علي متابعتهم وانتقاء نوع المواد المشاهد عليها أثناء تصفح شبكة العنكبوت الواسع-.
ومن جانب آخر ، يجدر التنبيه الي خطورة بعض البرامج المخترعة حديثاً والتي تسمى ببرمجيات التصوير العميق DeepFake deceptive images technology وهي تخدع الناس بعرض صور واقعية لكنها مزيفة ومتلاعب بها بحيل خوارزميات تربط الصور القديمة بأشكال وجوه جديدة مموهة! وهذا النوع الجديد من التزييف قد يعرض الأفراد والشخصيات العامة وعوائلهم لمشاكل عدّة منها الانتحال الأخلاقي والكلام الكاذب المُضر بهم شخصياً وصورتْهم الاجتماعية أيضا! إذن فهو أحد أهم المجالات المثارة والتي تهدّد الأمن المجتمعي والفردي أيضاً .
القضايا المفتوحة للتساؤلات مستقبلاً :
بالرغم من وجود حلول وقائية حالية تبذلها الدول لحفظ حقائق التاريخ والنظر إليها بموضوعية أكثر قدر المستطاع عبر قوانين واضحة بشأن تلك البرمجة الجديدة إلا إنها مازالت محل نقاش حرج داخل المؤسسات العالمية بسبب سرعة انتشارها وعدم قابلية تحديد المصدر الرئيسي لديها!! وهو الأمر ذاته بالنسبة للقوانين الدولية المتعلقة بتداول بيانات الأشخاص الخاصة وإن كانت مدونة قانونيا منذ سنوات فقد تغير شكلها الآن ! وهذه قضيتان رئيسيتان تحتاجان لمزيد الدراسة لمنظومة التشريعات الدولية للحفاظ على حقوق الإنسان واح