علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، هو أحد أبرز الشخصيات في التاريخ الإسلامي، وهو رابع الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين بالجنة. لقد كان له دور بارز في نشر الإسلام وتأسيس الدولة الإسلامية الأولى. وفي هذا المقال، سنستعرض بعض فضائله وأخلاقه كما وردت في السنة النبوية الشريفة.
يُعتبر علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، من أذكى الناس وأكثرهم فطنة. وقد روى البخاري ومسلم وغيرهما من المحدثين قصة تُظهر ذكاءه وقدرته على القضاء. ففي إحدى المرات، جاء إليه رجلان اختصما في قسمة ثمانية أرغفة بينهما وبين ضيف جاءهما. فقام علي، رضي الله عنه، بحل الخلاف بذكاء شديد، حيث قسم الثمانية أرغفة إلى أربعة وعشرين ثلثاً، وأثبت أن كل شخص أكل ثمانية أثلاث، وبالتالي استحق صاحب الخمسة أرغفة سبعة دراهم، وصاحب الثلاثة أرغفة استحق درهم واحد.
ومن فضائله أيضاً أنه كان من أوائل من أسلموا من الصبيان، وكان خاتم رسول الله ﷺ، وزوج ابنته فاطمة الزهراء. وقد روى الإمام البخاري عن علي، رضي الله عنه، أنه قال: "لا تكذبوا عليَّ؛ فإنَّ من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار". وهذا الحديث يدل على حرصه على صدق الحديث ونبذ الكذب.
كما يُذكر أن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، كان معروفاً بفضله وورعه. فقد روى الإمام أحمد عن أبي هريرة، رضي الله عنه، أنه قال: "كان علي بن أبي طالب أفضل الناس بعد النبي ﷺ". وهذا يدل على مكانته الرفيعة بين الصحابة رضوان الله عليهم جميعاً.
وفي الختام، فإن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، كان مثالاً يحتذى به في الفضائل والأخلاق الإسلامية. وقد ترك بصمة واضحة في التاريخ الإسلامي بفضل ذكائه وفضله وورعه.
