أقوال عمر بن الخطاب: دراسة في منهجه الحاكمي وأخلاقه

عمر بن الخطاب، أحد أبرز الصحابة وأحد الخلفاء الراشدين، يتميز بمنهجه الحاكمي وأخلاقه الفريدة. وقد ألقى خطبةً بعد توليه الخلافة، حيث قال: "اللهم إني شدي

عمر بن الخطاب، أحد أبرز الصحابة وأحد الخلفاء الراشدين، يتميز بمنهجه الحاكمي وأخلاقه الفريدة. وقد ألقى خطبةً بعد توليه الخلافة، حيث قال: "اللهم إني شديد فليني، وإني ضعيف فقوني، وإني بخيل فسخني". وفي رواية أخرى، قال: "إن الله ابتلاكم بي، وابتلاني بكم بعد صاحبي. فوالله لا يحضرني شيء من أمركم فيليه أحد دوني، ولا يتغيب عني فآلو فيه عن أهل الجزء -يعني الكفاية- والأمانة".

كان عمر بن الخطاب معروفًا بشخصيته القوية والإرادة الصلبة والحزم والعزم في الأمور. وقد عمل في بداية حياته بالرعي والتجارة، مما ساهم في توسيع مداركه ومعرفته بالحياة. كما كان من السبعة عشر رجلاً من قريش الذين يعرفون القراءة والكتابة في مكة.

ومن صفاته الأخلاقية الإحساس الكامل بالمسؤولية، والشدة والفراسة، والعدل والهيبة. هذه الصفات ناتجة عن عوامل متعددة، مثل نشأته الأولى وثقافته والقيم التي غرسها الإسلام في نفسه. وكان عمر بن الخطاب معروفًا بإحساسه الكامل بمسؤوليته تجاه الرعية، وهو ما يعود إلى نزعته الدينية التي ملكت عليه شغاف نفسه.

أما بالنسبة للشبهات التي تثار حول أقوال عمر بن الخطاب، فقد ورد في بعض الروايات أنه قال: "والله ما شككت منذ أسلمت إلا يومئذ". ولكن هذا الحديث رواه عبد الرزاق في مصنفه والطبراني في معجمه الكبير وابن حبان في صحيحه والطبري في تفسيره، وأصل الحديث في صحيح البخاري وغيره بدون هذه الزيادة. وقد كان ذلك في صلح الحديبية حينما عارض عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومعه غيره من الصحابة الصلح مع المشركين.

وفيما يتعلق بحديث "ولولا أن يقول قائل أو يتكلم متكلم أن عمر زاد في كتاب الله ما ليس منه لأثبتها كما نزلت"، فقد أخرجه الإمام أحمد والنسائي. ومع ذلك، فإن هذا الحديث لا يدل على شك عمر بن الخطاب في نبوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بل هو دليل على حرصه على حفظ القرآن الكريم كما نزل.

وفي الختام، فإن فضل الصحابة -رضي الله عنهم- ثابت بالقرآن والسنة والإجماع. وقد تضمنت آيات قرآنية فضل الصحابة والتابعين، وأخرجت شاتمي الصحابة ومبغضيهم من جميع الفرق الذين في قلوبهم غل للذين آمنوا إلى يوم القيامة. كما أجمع العلماء على تعديل جميع الصحابة، ومن لابس الفتن منهم فكذلك، بإجماع العلماء الذين يُعتد بهم في الإجماع، إحساناً للظن بهم ونظراً إلى ما تمهد لهم من المآثر.


مشيرة البكاي

9 ブログ 投稿

コメント