في موضوع رؤيته صلى الله عليه وسلم، اتفق معظم صحابة الرسول الكريم على عدم مشاهدته لله عز وجل بعينيه خلال رحلة المعراج الشهيرة.
هذا الاتفاق مستند إلى عدة أحاديث صادرة عن الصحابيات والشيوخ الأعلام مثل عائشة أم المؤمنين التي أكدت أن "مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ كَذَبَ".
بالإضافة إلى رواية أبي ذر الغفاري حينما سأل الرسول عن رؤياه الربانية فرد عليه قائلاً "نورٌ أنَّى أراه"، مما يشير إلى تجربة روحانية عميقة وليست مشاهدة مادية للعين البشرية.
وهذا الرأي يعززه قول ابن عباس رضي الله عنهما بأن المرء يمكن أن يشهد الحقائق المتعلقة بالله بواسطة قلبه وفهمه العميق، وهو ما يسمى برؤية القلب، والتي مر بها النبي مرتين حسب زعمه.
ومن الجدير بالذكر هنا أن هناك اختلافاً خفيفاً فيما بين هذه الآراء، حيث أفاد البعض باستثناء ابن عباس باعتباره شخصاً شاهده بصورة غير مادية.
ومع ذلك، فإن الجمع الأكبر للسنة النبوية يؤكد بشكل واضح على عدم قدرة أي مخلوق على إدراك الجمال الإلهي عبر النظر المباشر بالأعين الفيزيائية.
إن مجرد القدرة على فهم ومشاهدة تلك المشاهد المقدسة تعد نعمة كبيرة في حد ذاتها.
وفي نهاية الأمر، يجب التأكيد مرة أخرى على إيمان المسلمين الراسخ بأن المحبة والاحترام هما الطريقتان الرئيسيتان للحصول على رضوان الله ونيل محبته.
الفقيه أبو محمد
17997 Blog postovi