يعدّ الماء أحد أهم الثروات الطبيعية التي منحها الله للإنسان، فهو أساس الحياة وعماد كل كائن حي. بدون وجود الماء، لن تستمر الحياة كما نعرفها اليوم. يعتبر ماءً نقياً بشكل رئيسي حوالي 71% من سطح الأرض، وهو ما يعكس قيمة هذا العنصر الحيوي لحياة الإنسان وكل الكائنات الأخرى.
يمثل الماء مصدرًا أساسيًا للحياة البشرية منذ القدم. فمنذ إنشاء آدم عليه السلام، كان الماء أول سائل غزى جسده عند ولادته. وقد أكد القرآن الكريم على أهمية الماء عندما قال تعالى: "وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بَرَكَةً"، مما يدل على بركات الله في نزول الأمطار الغزيرة. بالإضافة إلى ذلك، يشكل الماء جزءًا لا يتجزأ من أجسامنا، حيث يحتاج جسم الإنسان البالغ إلى كميات كبيرة منه يوميًا ليبقى نشيطاً وصحيًا.
تتعدد استخدامات الماء المتنوعة والتي تشمل الترطيب والحفاظ على توازن الجسم الداخلي، فضلاً عن دوره في العديد من العمليات البيولوجية الضرورية مثل الهضم والإخراج والتعرق. ولا ينحصر دور الماء في المجال الصحي فقط، بل إنه أيضاً محرك للاقتصاد العالمي عبر قطاعات مختلفة منها الزراعة والصناعة والنقل والبناء وغيرها الكثير. تلعب المياه دوراً محورياً في عملية نمو المحاصيل الغذائية وإنتاج الطاقة الكهربائية وتشغيل الآلات الثقيلة أثناء أعمال البناء وما إلى ذلك.
وفي ظل تزايد الطلب على موارد المياه مع مرور الوقت بسبب زيادة السكان ونشوء احتياجات جديدة، أصبح الحفاظ عليها واستخدامها بكفاءة قضية ملحة عالمية تُواجه تحديات متعددة تتعلق بتلوث مياه الشرب وانخفاض مستويات مخزون المياه الجوفية والجفاف الناجم عن تغير المناخ وحالات النزوح القسري المرتبطة بالصراعات السياسية والدينية. لذلك، بات ضروريًا اتخاذ إجراءات استراتيجية للتوعية العامة حول قيمة المياه وأهميتها البيئية والصحية والاقتصادية، وتعزيز تقنيات إدارة المياه المستدامة لضمان حصول الأجيال المقبلة على حصتها العادلة ومتجددة من هذه الثروة الوطنية الفريدة والمحدودة نسبياً مقارنة بحاجة العالم إليها الآن وبعد سنوات عديدة قادمة بإذن الله سبحانه وتعالى.
ختاماً، فإن الماء ليس مجرد سائل شفاف وبارد يمكننا الاستمتاع بشربه وبالإضافة إليه هكذا؛ ولكنه رمز للحياة ذاتها! فعلى الرغم من توفره بوفرةٍ نسبيًا، إلا أنه عرضة للنزيف التدريجي إذا لم نتعامل معه بطريقة مسؤولة ومستدامة. دعونا جميعا نفكر مليا قبل إساءة التعامل مع تلك الهدية الإلهية الرقيقة والقيمة للغاية للأرض وغديار حياة الشعوب لقرون طويلة قادمة بلا شك.