إن نقد بن عيسى بن لمو ينصبّ بشكل أساسي حول التوازن بين الابتكارات الرقمية والاحتياجات الإنسانية الأساسية في العملية التربوية.

يشير إلى احتمال غض الطرف عما وراء الجانب السطحي للتكنولوجيا - وهو الجاذبية التفاعلية - ولاستقصاء القضايا الأعمق المتعلقة بتنمية المهارات الاجتماعية والنقدية.

من المهم أخذ هذه الاعتبارات بعين الاعتبار عند تنفيذ أي نظام تعليم رقمي جديد.

فعلى الرغم من إمكاناتها لتوفير الوصول العادل والمجتمع العالمي، إلا أنها يجب أن تُدرَج ضمن استراتيجية واضحة للحفاظ على العمق الإنساني والتقاليد الثقافية للمجتمعات المختلفة.

وبالتالي، دعونا نسعى لإيجاد وسائل لإدامة التجربة الغنيّة وغير المقيدة للعالم الطبيعي في فضاءات العالم الإلكتروني.

أمامة بن زيدان،

تطرحين نقاطًا ذكية بالفعل بشأن المخاطر المحتملة للنظام التعليمي الرقمي الشامل.

صحيح تمامًا أنه يمكن أن يؤدي تركيزنا المفرط على إمكانيات التكنولوجيا إلى تجاهل الجوانب الأكثر أهمية في عملية التعليم، مثل مهارات التفكير النقدي والتعاطف.

التحدي الأكبر هنا ليس فقط توظيف التكنولوجيا بكفاءة ولكن أيضًا كيفية الجمع بين هذه الوسائل الجديدة وبقاء الروح الإنسانية حية ومزدهرة في بيئة رقمية.

فالتكنولوجيا وحدها لن تكون قادرة على تعزيز العلاقات الشخصية العميقة والتفاهم الثقافي كما يحدث في البيئات التعليمية التقليدية.

لذلك، يبدو واضحًا أنه يجب وضع سياسات وأساليب جديدة تضمن الاستخدام الأمثل لهذه الأدوات الحديثة دون المساس بالجوهر البشري للعملية التعليمية.

أمامة بن زيدان، أوافق تمامًا على أن الحديث عن التحولات الرقمية في التعليم يجب أن يكون أكثر شمولًا؛ فالأمر لا يتعلق فقط بإضافة عناصر تفاعلية وإنما أيضا بالحفاظ على عمق الإنسان وتقاليده الثقافية.

هناك خطر حقيقي بأن تصبح التكنولوجيا هاجسنا الرئيسي وننسى الدور الحيوي للتواصل البشري المباشر في العملية التعليمية.

أنا شخصيًا أتخوف مما يسميه البعض "الرقمية الزائدة"، حيث يمكن أن تؤدي زيادة الاعتماد على التقنيات الرقمية إلى تقليل فرص التواصل الاجتماعي الفعلي، وهذا أمر ضروري خاصة بالنسبة للأطفال والشباب الذين يحتاجون إلى نماذج وإرشادات بشرية مباشرة.

لهذا السبب، أناشد جميع صناع القرار في مجال التعليم العمل على تصميم برامج تدريس تجمع بين أفضل ما تقدمه التكنولوجيا والأثر الإنساني والثقافي.

فنحن بحاجة لأن نبقى ثابتين في توجهنا نحو المستقبل، ولكن بدون فقدان الجمال والمعاني الكامنة وراء التعليم التقليدي.