في ظل التحولات الحادة التي فرضتها جائحة كوفيد-19 عالميًا، يقدّم لنا لطفي الدين العسيري رؤية جريئة وملهمة لإعادة هيكلة قطاع السياحة لدينا.

إن التركيز على تطوير السياحة الداخلية والاستعانة بالتراث الثقافي يعد استراتيجية ذكية واستباقية.

العالم يتغير بسرعة، وقد أثبتت هذه الجائحة مدى هشاشة بعض القطاعات القائمة بشكل كبير على التجارة العالمية والسفر الدولي.

بدلاً من البقاء ضحية لهذه التقلبات الخارجية، يمكننا بالفعل تحقيق قيمة مستدامة من خلال الاستثمار في ما نملك داخلياً - تاريخنا، تقاليدنا، وحرفنا اليدوية.

من المهم أيضاً التنويه إلى أنه بينما نقوم بتنمية السياحة المحلية، فإن هذا يجب أن يتم بطريقة تتوافق مع التزاماتنا البيئية والاجتماعية.

الهدف النهائي يجب أن يكون خلق نظام سياحي متوازن ومستدام.

إنه وقت للتفكير والإبداع والإنتاج، وليس فقط لأخذ الأمور كما هي.

أمل الهضيبي، أفكارك حول أهمية تركيز جهود تطوير السياحة نحو الأساس الثقافي والتاريخي منطقية تمامًا.

فكرة بناء اقتصاد سياحي أكثر استدامة وتعزيز الروابط المجتمعية تناسب حقبة ما بعد "كورونا".

ولكن، هل طرحنا أسئلة عميقة بما فيه الكفاية بشأن كيفية جعل هذه الجهود فعالة؟

وكيف سنضمن عدم فقدان الشمولية والمعايير الأخلاقية أثناء عملية التحديث؟

شافية الهاشمي، طرحك حول أهمية النظر المتعمق في كيفية تطبيق استراتيجية تطوير السياحة المستندة إلى التراث الثقافي أمر بالغ الأهمية.

فالتحديات تتمثل في ضمان أن تكون هذه العملية شاملة وأخلاقية.

يجب علينا التأكد من أن الجهود المبذولة لتحقيق الاكتفاء الذاتي السياحي لا تقمع أصوات الأقليات الثقافية والفئات الاجتماعية المختلفة.

بالإضافة إلى ذلك، تحتاج المؤسسات المسؤولة إلى حزمة واضحة من المعايير لتوجيه الاستثمارات وتجنب أي تأثيرات بيئية سالبة.